«كورونا» تعزز محاصرة دول العالم لـ«الصين».. وفرض سياسات صارمة للوافدين من بكين
يبدو أن الزيادة الأخيرة في أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-١٩" في الصين، خاصة بعد إلغاء بكين سياسة صفر كوفيد الصارمة لمكافحة المرض، أثارت مخاوف عالمية بشأن ظهور متغيرات جديدة، فيما انضمت المملكة المتحدة واسبانيا وفرنسا إلى دول أخرى في فرض ضوابط جديدة على الوافدين من الصين.
وأضحت الصين شبه محاصرة من عدد كبير من دول العالم بشأن سياسة تعامل تلك الدول مع الوافدين من بكين وانتهجت سياسات صارمة في هذا الشأن.
وقالت صحيفة فاينانشال تايمزـ في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني ـ إن دول من بينها الولايات المتحدة واليابان والهند وإيطاليا أعلنت بالفعل عن شروط إجراء اختبار كوفيد الإجبارية على الزائرين من الصين مع تزايد القلق بشأن السلالات الجديدة.
وأضافت الصحيفة أن المستشارين العلميين في الحكومة البريطانية قللوا سابقا من أهمية الحاجة إلى فرض تدابير اختبار جديدة نظرًا لعدم وجود دليل علمي على ظهور أي متغيرات جديدة صادرة من الصين، لكن ملايين الأشخاص يصابون بالعدوى في الصين كل يوم بعد التخلي المفاجئ عن سياستها الصارمة التي كانت تسمى "صفر كوفيد" لعدم انتشار الفيروس.
ومع دعوة نواب حزب المحافظين البريطانيين الحكومة إلى التصرف، وافق رئيس الوزراء ريشي سوناك مساء أمس الجمعة على فرض إجراءات سيتم بموجبها حث الزائرين من البر الرئيسي الصيني على إجراء اختبار كوفيد-19 سلبيًا قبل السفر اعتبارا من 5 يناير المقبل.
وبحلول 8 يناير، ستجري وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة اختبارات كوفيد على عينة من الركاب الذين يصلون إلى إنجلترا من البر الرئيسي للصين عند نقطة وصولهم.
وقال وزير الصحة ستيف باركلي إنه كان من الصواب أن تتخذ المملكة المتحدة "نهجًا متوازنًا ووقائيًا من خلال الإعلان عن هذه الإجراءات المؤقتة بينما نقوم بتقييم البيانات".
بدورها، غيرت فرنسا موقفها، إذ كانت قد قالت سابقًا أيضًا أنه لا توجد حاجة ملحة لتغيير سياستها تجاه الوافدين الصينيين نظرًا لقلة عددهم، وأعلنت حكومتها مساء الجمعة - حسبما أبرزت فاينانشيال تايمز - أنها ستتطلب الآن اختبارًا سلبيًا لـ كوفيد-19 قبل السفر، وعلى الأشخاص الذين يسافرون على متن رحلات جوية مباشرة من الصين ارتداء الأقنعة.
وفي صباح اليوم، قالت الحكومة الاسبانية إنها ستطالب الوافدين من الصين اما بإثبات التطعيم أو اختبار سلبي لفيروس كورونا، وقالت السلطات في مدريد إن إثباتًا في شكل شهادة رقمية سيكون مطلوبًا اعتبارًا من 3 يناير بجانب فرض إجراء اختبار للكشف عن كوفيد عند الوصول من جميع الوافدين من الصين بداية من مساء اليوم.
وقد أعادت الصحيفة البريطانية إلى الأذهان ذكريات الاتحاد الأوروبي في مارس ٢٠٢٠، عندما أصبح الانتشار العالمي للفيروس واضحًا وتحركت الحكومات الوطنية بسرعات مختلفة وفي خطوات أحادية الجانب بشكل كبير لفرض ضوابط على الحدود وإغلاق وطني، وكانت إيطاليا واسبانيا والمملكة المتحدة من بين الدول الأوروبية الأكثر تضررًا في الأشهر الأولى من الوباء.