الحوار نيوز
الإثنين 16 سبتمبر 2024 مـ 11:11 مـ 12 ربيع أول 1446 هـ
الحوار نيوز

تيسير مطر... «مَعلم النُخبة»

النائب تيسير مطر، أمين عام تحالف الأحزاب المصرية، ورئيس حزب إرادة جيل، ووكيل لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ
النائب تيسير مطر، أمين عام تحالف الأحزاب المصرية، ورئيس حزب إرادة جيل، ووكيل لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ

بلُغة أهل البلد، إذا ما صح التعبير، فإن لفظة «مَعلم» بفتح الميم، تشير إلى ذلك الشخص الذي يمتلك مواصفات خاصة تتسم بعنصر الإبهار، من حيث امتلاكه لكاريزما خاصة وقدرته على احتواء الجميع، فأينما حل في مشكلة، كانت الحلول سبيلًا لأي عقبة تواجه أي شخص يقصده... أما بلغة أهل السياسة، فإن هذا اللفظ غير موجود، خاصة وأن المتعارف عليه أنهم «أهل النُخبة» الذين ينعزلون وينفصلون عما هو شائع بين الناس وعامتهم.

بيد أننا، هنا، نتحدث عن حالتين منفصلتين، أو فيما يبدو ذلك.. لكننا ها هنا نتحدث عن حالة شديدة الخصوصية، نجحت في أن تجمع بين تلك الحالتين، في دمج يبدو عجيبًا، بين رجل اتسم بصفات «المعلمة» الشعبية، و«كاريزما وهيبة» النخبة، يحبه عامة الناس وخاصتهم، لا يعرف الفرق بين الناس ولا تسيطر عليه عوالم الشهرة والنجاح السياسي الطاغي.. ففي دائرته هو أب لشبابها وابن لشيوخها، وفي عالم السياسة هو أخ «بما تحمله الكلمات من معنى» لكل أشقائه في مجلس الشيوخ وتحالف الأحزاب المصرية.. وفي الحالتين يحترمه الجميع لا لمنصب أو لما يمتلك بل لما به من صفات تحمل ظاهرها وباطنها كل علامات الخير.

وكأن لسان حال الجميع، حين يعرفه عن قرب، يقول «كنا نتندر على شخصية توشك أن تكون خالًا لهيبتها، وعمًا لوقارها، وأخًا عزيزًا لدماثة خلقها وتواضعها، تظل سندا للجميع في الأفراح والأتراح، وصاحب فضل على كل من يجاورها ويتعامل معها، وهو، رغم ذلك، الأرق قلبًا، والأقرب دمعًا، والأخشى إلى السماء والأتقى كما يظن الجميع، والأكرم كما يرون، والأقوم كما يعتقدون، والأنقى كما يعلمون».

في السياسة.. يعد واحدًا من أبرز رموزها وأعمدتها طيلة عقود، ظل نموذجًا للعطاء والتأني في خدمة بلده ومهنته السامية، وساعيًا طوال الوقت للاجتهاد والابتكار، ولم يكن فقط مجرد صاحب رأي، بل كان مبادرًا بآراء عديدة سديدة ترتكز دوما على الحكمة والرصانة... تلقى سهامًا غادر، وهي طبيعة السياسة وبحورها، ولم تكن تمثل له جرحًا غائرًا، أبدًا، أو تعامل معها على أنها كذلك، بل اختبارًا يجب تحمله فهذه طبيعة من يحملون على قلوبهم أعباء الشأن العام.

ظل منافسًا شرسًا للكثير من السياسيين، لكنه لم يكن منافسًا بمعايير العداء، ولكن بالاحترام والشرف.. لم يكن سبيله أبدًا التشهير أو التنكيل أو ما يكنه البعض من حنق أو كراهية تجاه منافسيه عبر دورات انتخابية خاضها منذ عقود، بل كانت الابتسامة التي تنير وجهه هي علامة النصر له ولمؤيديه.. وصقل تجربته بمحبة من يقترب منه فهو لا يخذل صديقا ولا يغدر بمناوئ.. ففي لحظات الإخفاق يبتسم وفي لحظات الانتصار يتواضع..حتى أحبه المنافسون والناس أجمعين.. فهو ليس برجل المفاجآت وتغيير المسارات وتبديل التحالفات وخذلان الصداقات.. بل كان دائمًا رجل التراكمات وثبات المسارات والحفاظ على العلاقات والوفاء للصداقات.

هو رجل دولة من طراز فريد، يحمل هموم وطنه وينشغل بأوجاعه ويفرح لانتصاراته.. يقدم الغالي والنفيس سبيلًا لتحقيق ما يراه صالحًا لبلده الحبيب مصر.. مخلص في محبته لقيادته السياسية، لا لشيء سوى أنه يرى أن رجلًا حمل على كتفه هموم وطن ليس أقل من أن نظهر له كل معالم الإخلاص وإبراز كل سبل وأدوات الدعم، أن نقف خلفه حتى ينهض وطننا وتطلع شعبنا إلى تحقيق نهضة شاملة مُبتغاها مصلحة الوطن والمواطن.

أنشأ تحالفًا سياسيًا فريدًا، تجاوز عمر 5 أعوام، في سابقة سياسية فريدة لم تحدث في تاريخ التحالفات السياسية في العالم.. حيث يجتمعون داخل حزبه الذي يرأسه «إرادة جيل»، وهو ينتصفهم، بصفته أمينًا عامًا للتحالف الذي يضم 42 حزبًا سياسيًا، فإنك لا تظن لوهلة أنه تحالف سياسي وإنما «بيت العائلة» يجتمع فيه الأشقاء.. له كاريزما عجيبة في احتواء الجميع ويسعى دائمًا لتحقيق رضائهم بينما يبادر الإخوة بتوقير واحترام لافتين شعارهم «المحبة الصادقة والعمل معًا لمصلحة مصر»، فهو تحالف لا يهدف لتحقيق مصلحة سياسية أبدًا، وما كان يومًا يشبه تلك التحالفات التي تتكالب على الوطن في أوج أزماته وتحدياته للي ذراعه، بل تحالف يفتدي أبناؤه بأرواحهم.

بيد أننا هنا نتحدث عن شخصية من طراز فريد.. تحمل صفات رجال الدولة الحقيقيين وأهل البلد الذين يتصفون بـ«الجدعنة والشهامة وطيب الأصل ونقاء السريرة ودماثة الخلق».. لكننا ها هنا نتوقف عند ما قالوا قديمًا «لا نعرف من أي باب للثناء سوف ندخل، ومن أي أبيات للقصيد سوف نعبر، ففي كل لمسة من وجودكم للمكرمات سطور، فأنتم كسحابة معطاءة قد سقت الأرض فاخضرت»... ولله درك يا تيسير مطر في السير والسيرة.