الأمم المتحدة تحتفل باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية بهدف استدامة التنمية
تحتفل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" اليوم الأحد باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية والذي يوافق 21 من مايو من كل عام، ويتم الإحتفاء به ليس لإبراز ثراء ثقافات العالم وحسب، وإنما كذلك لإبراز الدور الأساسي للحوار بين الثقافات في تحقيق السلام والتنمية المستدامة.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، فإن ما يقرب من 89% من جميع النزاعات الحالية في العالم تحدث في بلدان ذات الحوار القليل بين الثقافات، ومن أجل إقامة تعاون فعال والحفاظ على السلام، يجب أن يكون تعزيز الحوار بين الثقافات من الأولويات، وفقا لـ «أ ش أ».
وأكدت الأمم المتحدة أن القطاع الثقافي والإبداعي يعد أحد أقوى محركات التنمية في جميع أنحاء العالم. ووفقًا لبيانات اليونسكو، فالثقافة تستوعب أكثر من 48 مليون وظيفة على مستوى العالم، حيث تمثل النساء نصفها تقريبًا بنسية 6.2% من إجمالي الوظائف الحالية و 3.1% من إجمالي الناتج المحلي العالمي وهو أيضًا القطاع الذي يوظف ويوفر الفرص لأكبر عدد من الشباب دون سن الثلاثين ومع ذلك، لا يزال القطاع الثقافي والإبداعي يفتقر إلى المكانة التي يستحقها في السياسات العامة والتعاون الدولي.
يُشار إلى أنه لحماية تنوع أشكال التعبير الثقافي،اجتمعت الوفود من 150 دولة في المكسيك في سبتمبر 2022 في أكبر مؤتمر عالمي مخصص للثقافة في السنوات الأربعين الماضية وهو مؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة 2022، واعتمد بالإجماع الإعلان التاريخي للثقافة الذي يؤكد عل "المنفعة العامة العالمية"للثقافة، ويدعو إلى دمجها "كهدف محدد في حد ذاته" في أجندة التنمية لما بعد عام 2030.
وبحسب اليونسكو، يحدد النص مجموعة من الحقوق الثقافية التي يجب مراعاتها في السياسات العامة، وتتراوح هذه الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للفنانين إلى الحرية الفنية، وحق مجتمعات السكان الأصليين في حماية معارف أجدادهم، وحماية وتعزيز التراث الثقافي والطبيعي، كما يدعو إلى تنظيم كبير للقطاع الرقمي، ولا سيما المنصات الرئيسية منها لصالح التنوع الثقافي عبر الإنترنت، وحقوق الملكية الفكرية للفنانين، والوصول العادل إلى المحتوى للجميع.
وأكدت منظمة "اليونسكو" أنه مع اعتماد الأمم المتحدة خطة التنمية المستدامة لعام 2030 في سبتمبر 2015، فضلا عن القرار المتعلق بالثقافة والتنمية المستدامة الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2015 ، فإن رسالة اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية هي الآن أكثر أهمية مما مضى، فبالإمكان تحقيق الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة على أفضل وجه بالاستفادة من الإمكانات الإبداعية لثقافات العالم المتنوعة والمشاركة في حوار متواصل لضمان استفادة جميع أفراد المجتمع من التنمية المستدامة.
وتعد مؤشرات اليونسكو للثقافة 2030 إطارًا للمؤشرات الموضوعية التي تهدف إلى قياس ورصد التقدم المحرز في قدرة ومساهمة الثقافة في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وستدرس الدورة التاسعة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي، والتي ستعقد في مقر اليونسكو بباريس في الفترة من 6 إلى 8 يونيو 2023، حالة تنفيذ الاتفاقية في جميع أنحاء العالم، وأهم التحديات التي تواجه القطاعات الثقافية والإبداعية في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد.