الحوار نيوز
الأحد 8 سبتمبر 2024 مـ 04:55 صـ 4 ربيع أول 1446 هـ
الحوار نيوز

«انفجار داخلي كارثي».. يغرق الغواصة «تيتان» ويؤدي لتحطمها

الغواصة تيتان
الغواصة تيتان

قالت الشركة المشغلة للغواصة «تيتان»، التي فُقدت في وقت سابق هذا الأسبوع في مياه المحيط الأطلنطي، إن المركبة تعرضت لـ "انفجار داخلي كارثي"، مما أسفر عن مقتل جميع الأشخاص الخمسة الذين كانوا على متنها أثناء نزولها لاستكشاف حطام السفينة الشهيرة «تيتانيك».

وقال خفر السواحل الأمريكية الجمعة، حسبما نقلت قناة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، إن تلك الغواصة بدأت الرحلة، وكان مقرراً لها ساعتان ونصف الساعة، في وقت مبكر من يوم الأحد الماضي وفقدت الاتصال بسفينتها الأم "الأمير القطبي" بعد ساعة و 45 دقيقة من الرحلة، مضيفة أنه تم العثور على مخروط الذيل وحطام آخر من الغواصة المفقودة عن طريق مركبة أخرى تعمل على بُعد حوالي 1600 قدم من مقدمة السفينة تايتانيك الشهيرة، والتي تقع على عمق حوالي 13000 قدم في شمال المحيط الأطلسي.

وأوضحت القناة الأمريكية أن الشركة المشغلة للغواصة "أوشن جيت إكسبيديشن- OceanGate Expeditions" قد أصدرت بياناً تنعي فيه الرجال الخمسة الذين كانوا على متنها بمن فيهم الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة "أوشن جيت ستوكتون رش-OceanGate Stockton Rush"، ورجل الأعمال البريطاني "هاميش هاردينج"، والغطاس الفرنسي "بول هنري نارجوليت"، والملياردير الباكستاني "شاهزاده داوود" وابنه سليمان داود.

وكان حجم الغواصة تيتان تقريباً يماثل حجم شاحنة صغيرة تتوافر بها مساحة كافية لخمسة أفراد بالغين فقط، وذلك حينما أبحرت الغواصة في رحلة على بعد آلاف الأقدام باتجاه قاع المحيط الأطلسي الشمالي في مياه تنتقل الحياة فيها من مستوى مائي وضغط إلى آخر.

وأفادت شركة "أوشن جيت" أن الغواصة لديها احتياطيات محدودة من الطاقة وتحتاج إلى سفينة دعم على السطح لإطلاقها واستعادتها، مشيرة إلى أنه وفقاً لاسمها، فإن "تيتان" تزن 23000 رطل وهي مصنوعة من ألياف الكربون والتيتانيوم، مع تمتعها بميزات أمان لمراقبة السلامة الهيكلية للسفينة.

ومع عدم وجود نظام تحديد المواقع العالمي (JPS) تحت الماء، تواصلت تيتان مع سفينتها الأم عن طريق الرسائل النصية، وكان مطلوباً كالمعتاد أن تتواصل الغواصة كل 15 دقيقة، وفقًا لموقع "أوشن جيت إكسبيديشن"، بينما حدث آخر اتصال بين السفينة و"الأمير القطبي" في الساعة 11:47 صباح يوم الأحد.

وقال ضابط الغواصة السابق في البحرية الكابتن "جيه فان جورلي" لشبكة "سي إن إن" إن "كل هذه الأشياء التي اعتدنا عليها الآن - نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وشبكة Wi-Fi، ووصلات الراديو، كلها لا تعمل تحت المحيط"، ما يجعل المهمات هذه أكثر صعوبة، وفي الوقت الذي كانت فيه أجزاء من تيتان قليلة الكفاءة التقنية بلا ريب، حسب وصف القناة الأمريكية.

وقال مراسل "سي إن إن"، جابي كوهين، الذي زار تيتان في عام 2018 ساخراً إنه "يتم تشغيل الغواصة بواسطة وحدة تحكم في الألعاب، ما يشبه في الأساس وحدة تحكم الألعاب PlayStation".

وأفاد "آرون نيومان"، المستثمر في شركة "اوشن جيت" أنه "إذا فشل جهاز التحكم عن بُعد، يمكن التحكم في المراوح من خلال نظام داخلي من الأسلاك الصلبة"، موضحاً أن المركبة تعمل بموجب أوامر صارمة للابتعاد عن حطام تيتانيك لتجنب الوقوع في شرك أو محاصرة في الحطام.

وشدد نيومان أنه "قبل الرحلة، تم إخبار أفراد الطاقم أنه يمكنهم تحرير صابورة السفينة (وهو ثقل يوضع عليها لحفظ توازنها) عن طريق هز السفينة أو استخدام مضخة تعمل بالهواء المضغوط لتحرير الأوزان"، مشيراً إلى أنه "إذا فشل كل شيء آخر، فإن الخطوط التي تؤمن الصابورة مصممة للانهيار بعد 24 ساعة لإرسالها تلقائيًا إلى سطح المحيط".

وأوضح المستثمر في "اوشن جيت" أن "محركات الدفع في تيتان تعمل بنظام كهربائي خارجي، بينما يعمل نظام داخلي آخر خاص بالاتصالات والمدفأة"، لافتاً إلى أنه "بعد صعود السفينة تايتان، ارتفعت درجات الحرارة داخل السفينة بسرعة قبل أن تصبح أكثر برودة مع هبوطها نحو قاع المحيط".

ومن جانب آخر، قال مسئول في خفر السواحل الأمريكي إن السلطات بدأت في رسم خريطة لحطام الغواصة على بعد 1600 قدم من حطام سفينة تايتانيك، لكن المسئول قال إنه منذ وقوع الكارثة في المياه الدولية، تناقش السلطات كيفية إجراء تحقيق في الحادث.

ومع ذلك، فإن الخبراء يتفقون على أن أي استفسار سيشكك بالتأكيد في تصميم المركبة والمواد المستخدمة في بنائها وما إذا كان على شركة "رش Rush" وشركته فعل المزيد لتجنب مثل هذه النتيجة القاتلة مرة أخرى.

وأخيراً، أشارت "سي إن إن" إلى أن البيانات التسويقية لشركة "اوشن جيت" ووفقاً للبيانات العامة لشركة "رش" المُشار إليها، فإنه حتى عندما روجت الشركة الأم المشغلة لـ "تيتان" لالتزامها بإجراءات السلامة، فإن الشركة رفضت معايير الصناعة والسلامة التي كانت ستفرض مزيداً من التدقيق على عملياتها وسفنها وتحركاتها.

وجدير بالذكر أن بعض خبراء الصناعة قد قالوا إن عمليات شركة "اوشن جيت- OceanGate" معروفة بأنها "محفوفة بالمخاطر"، حسبما ذكرت " القناة الأمريكية.

موضوعات متعلقة