الحوار نيوز
الخميس 12 سبتمبر 2024 مـ 11:16 مـ 8 ربيع أول 1446 هـ
الحوار نيوز

عراقيون يقتحمون سفارة السويد في بغداد وسط تنديدات بإحراق نسخة من المصحف

عراقيون يقتحمون سفارة السويد في بغداد
عراقيون يقتحمون سفارة السويد في بغداد

اقتحم عشرات المتظاهرين العراقيين مقرّ السفارة السويدية في بغداد احتجاجا على إحراق نسخة من المصحف أمام مسجد في ستوكهولم وهي واقعة لاقت تنديدا في أنحاء العالم الإسلامي.

وبقي المتظاهرون المناصرون لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في السفارة السويدية لنحو ربع ساعة، ثم خرجوا بهدوء لدى وصول قوات الأمن، وفق مصور وكالة فرانس برس.

ووزع المتظاهرون أمام السفارة السويدية ببغداد مناشير كتِبت عليها عبارة "دستورنا القرآن سيّدنا الصدر" باللغتين الإنكليزية والعربية.

كما كتبوا على بوابة السفارة السويدية "نعم، نعم للقرآن".

جاءت التظاهرة غداة إقدام سلوان موميكا، وهو عراقي يبلغ 37 عاما فر من بلاده إلى السويد قبل سنوات، على دوس نسخة من المصحف وإحراق صفحات منه أمام المسجد الكبير في ستوكهولم.

وكانت شرطة العاصمة السويدية قد صرحت له بالتظاهر، تماشيا مع حماية حرية التعبير، لكنها قالت في ما بعد إنها فتحت تحقيقا بشأن "إثارة توتر".

وأثارت خطوته غضبا في أنحاء الشرق الأوسط وبلدان أخرى في وقت يحيي المسلمون في أنحاء العالم عيد الأضحى وفيما كان موسم الحج السنوي في مكة بالسعودية يشارف نهايته.

وأعلن موميكا الخميس أنه سيحرق نسخة أخرى من القرآن في غضون عشرة أيام رغم التنديد الواسع.

وقال موميكا لصحيفة "إكسبرسن" السويدية "في غضون عشرة أيام، سأحرق العلم العراقي ومصحفا أمام السفارة العراقية في ستوكهولم".

وأضاف أنه على عِلم بتأثير ما أقدم عليه وقد تلقى "آلاف التهديدات بالقتل".

ودانت الخارجية العراقية في بيان قرار السويد منح "متطرّف" الإذن" لإحراق القرآن وقالت إن "هذا العمل الشنيع جرح مشاعر ملايين المسلمين"، مضيفة أن "هذه الأعمال تنمّ عن روح عدوانية كريهة لا تمت إلى حرية التعبير بصلة، بل هو عمل من أعمال العنصرية والتحريض على العنف والكراهية".

وكان رجل الدين مقتدى الصدر قد دعا إلى التظاهرة أمام السفارة السويدية للمطالبة بطرد السفير "الذي يمثل دولته المعادية للإسلام".

وقال المتظاهر حسين علي زيدان (32 عاما) لفرانس برس إن مشاركته في التظاهرة هي "نصرة للقرآن الكريم وطاعة لسماحة الصدر".

وأضاف "نطلب من المحكمة العراقية أن تسحب الجنسية من هذا الشخص لأنه لا يمثل العراق".

أما السعودية التي تستضيف نحو 1,8 مليون حاج هذا العام، فقالت على لسان خارجيتها إن "هذه الأعمال البغيضة والمتكررة لا يمكن قبولها بأي مبررات وهي تحرض بوضوح على الكراهية والإقصاء والعنصرية".

وقالت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 عضوا إن "الاعتداء السافر والمتكرر على عقيدتنا الإسلامية بحجة حرية الرأي يكرّس الكراهية والتناحر. فالمساس بالمقدّسات يعمق المواجهة القيمية والأيديولوجية".

ودعت الولايات المتحدة من جهتها الخميس الى الهدوء وحماية المقار الدبلوماسية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن واشنطن "قلقة بشدة لواقعة" حرق نسخة من المصحف، معتبرا أنها يمكن أن تهدد الأقليات الدينية في السويد، لكنه أيد قرار السماح بالتظاهرة.

ولاحظ أن "منح الإذن (...) لا يعني الموافقة على فِعل التظاهر".

- "استفزازات متكررة" -

من جانبها، اعتبرت إيران على لسان وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان أن حرق المصحف "إهانة... للمقدسات الدينية".

وحذر في تغريدة من أن "وصف هذه السلوكيات بالحرية والديموقراطية لا يؤدي إلا إلى تشجيع الإرهاب والتطرف".

في تركيا، ندّد الرئيس رجب طيب إردوغان بشدة بالسويد، وقال في تصريحات متلفزة "عاجلا أم آجلا سنعلّم رموز الغطرسة الغربية أن إهانة المسلمين ليست حرية فكر".

وأضاف "المتوقع من حكومة السويد ضمان منع تكرار الإساءة للمقدسات، وأن تولي اهتماما جادا بهذا الخصوص وفق مبدأ تحمل المسؤولية".

واعتبرت مصر، ذلك "فعلا مخزيا يستفز مشاعر المسلمين حول العالم" بينما يحيون عيد الأضحى.

في القاهرة أيضا دانت جامعة الدول العربية "ممارسة بغيضة تمس الثوابت والمعتقدات الدينية للمسلمين".

في الإمارات، كتب مستشار رئيس الدولة أنور قرقاش في تغريدة إن على العالم الغربي "إدراك أن منظومته القيمية وتبريره لها لا يمكن فرضه على العالم".

كما استدعت وزارة الخارجية في أبوظبي سفيرة السويد احتجاجا على "استخدام حرية التعبير كمسوق لمثل هذه الأفعال الشنيعة".

في عمّان، استدعت الخارجية الأردنية السفيرة السويدية احتجاجا على إحراق نسخة من المصحف، محذرة من أن أفعالا كهذه "تعتبر جريمة واستفزازا لمشاعر أكثر من ملياري مسلم حول العالم".

من جهتها، دعت الكويت إلى "محاسبة" المرتكبين "وعدم السماح لهم باستغلال مبدأ الحريات ذريعة للإساءة إلى الدين الإسلامي الحنيف وكل الأديان السماوية الأخرى".

واستنكرت البحرين "هذا العمل البغيض الذي يمثل استفزازا لمشاعر المسلمين في العالم، وإساءة مرفوضة وتحريضا على الكراهية والعنف".

وقالت المملكة المغربية إن "هذا العمل العدائي غير المسؤول الجديد يضرب عرض الحائط مشاعر أكثر من مليار مسلم في هذه الفترة المقدسة التي تتزامن وموسم الحج وعيد الأضحى".

وأضافت أن أمام "هذه الاستفزازات المتكررة" استدعى المغرب القائم بأعمال السويد بالرباط.

ونددّت الحكومة السورية بـ"العمل المشين" في أحد أقدس الأيام للمسلمين "من قبل أحد المتطرفين، بإذن الحكومة السويدية وموافقتها".

- "شريكة ومتواطئة" -

وقالت وزارة الخارجية الليبية إن مثل "هذه الأفعال تمثل تناقضا واضحا مع الجهود الدولية الساعية لنشر قيم التسامح والاعتدال ونبذ التطرف".

في تونس، استنكرت الخارجية "الجريمة النكراء" داعية إلى "إعلاء قيم الوسطية والتسامح والتعايش السلمي".

ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية حرق نسخة من القرآن واعتبرته "اعتداء صارخا على مبادئ حقوق الإنسان وقيم التسامح وقبول الآخر والديموقراطية والتعايش السلمي بين أتباع الديانات كافة".

واستنكرت الخارجية اللبنانية حرق المصحف، إذ إن ذلك "يزيد حدة الإسلاموفوبيا"، معتبرة أنه "لا يمكن تبريره بذريعة حرية التعبير كونه يؤجج الحقد ويولد العنف".

كما دان حزب الله اللبناني المدعوم من إيران حرق نسخة من المصحف معتبرا أن "السلطات الرسمية السويدية شريكة ومتواطئة في الجريمة".

ودعا حزب الله السويد إلى وضع حد لتلك الأفعال "بدل التلطي خلف مقولة حرية التعبير".

كما دعا "المرجعيات والمؤسسات الإسلامية العليا والحكومات العربية والإسلامية إلى القيام بكل الخطوات المناسبة التي تدفع هذه الدول لمنع تكرار هذه الحماقات على أرضها ووقف نشر ثقافة الكراهية والبغضاء".

بعيدا من الشرق الأوسط، أعلنت وزارة الخارجية في باكستان أنها "تدين بشدة الفعل المشين".

وقالت "لا يمكن تبرير هذا التحريض المتعمد على التمييز والكراهية والعنف بذريعة حرية التعبير والاحتجاج"

كما شجبت حركة طالبان في أفغانستان الخطوة معتبرة أنها "ازدراء تام تجاه هذا الدين الحنيف".

في يناير أحرق سويدي-دنماركي من اليمين المتطرف نسخة من المصحف قرب السفارة التركية في ستوكهولم ما أثار سخطا في الدول الإسلامية.