الهيدروجين الأخضر سيلعب دورًا محوريًّا للوصول إلى الانبعاثات الصافية الصفرية
الهيدروجين الأخضر هو مصدر نظيف ومستدام للطاقة يمكن أن يساعد في تقليل انبعاثات الكربون في مختلف الصناعات.
ينتج الهيدروجين الأخضر باستخدام مصادر متجددة، مثل: الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح أو الطاقة المائية لتحليل المياه وفصل الهيدروجين عن الأكسجين.
إنتاج الهيدروجين الأخضر لا يزال يواجه العديد من التحديات، مثل: ارتفاع تكاليف الإنتاج، ومحدودية البنية التحتية وسلاسل التوريد.
يشير مقال الكاتب "مايكل كيرن" إلى الوتيرة السريعة التي يتحول بها العالم إلى مصادر الطاقة المتجددة للحد من انبعاثات الكربون ومكافحة تغير المناخ في الآونة الأخيرة، موضحًا أن الهيدروجين الأخضر يعد واحدًا من أكثر التقنيات الواعدة في هذا التحول، حيث لديه قدرة على إحداث ثورة في صناعة الطاقة.
وأوضح الكاتب أن عنصر الهيدروجين يوجد في الماء والغاز الطبيعي والمركبات العضوية الأخرى، ويمكن استخدامه كمصدر للوقود أو كناقل للطاقة في العديد من التطبيقات، مثل: النقل والتدفئة وتوليد الكهرباء، مضيفًا أنه يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال التحليل الكهربائي، حيث يتم تقسيم جزيئات الماء إلى هيدروجين وأكسجين باستخدام الكهرباء من مصادر متجددة، مثل: الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، ثم يتم ضغط غاز الهيدروجين الناتج وتخزينه لاستخدامه كمصدر للطاقة النظيفة.
على عكس طرق إنتاج الهيدروجين التقليدية، التي تعتمد على الوقود الأحفوري، مثل: الفحم أو الغاز الطبيعي، فإن إنتاج الهيدروجين الأخضر لا ينبعث منه أي غازات دفيئة.
واستعرض الكاتب بعض الأسباب التي تجعل الهيدروجين الأخضر أساسيًّا في انتقال الطاقة، وهي:
أولًا: تخزين الطاقة المتجددة؛ نظرًا لأن مصادر الطاقة المتجددة، مثل: الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح متقطعة، حيث يتم إنتاج الكهرباء فقط عندما يكون هناك ما يكفي من ضوء الشمس أو الرياح، ما يجعل من الصعب توفير مصدر طاقة موثوق بها على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. يقدم الهيدروجين الأخضر حلًّا لهذه المشكلة من خلال العمل كوسيط تخزين للطاقة المتجددة الزائدة المتولدة خلال فترات الذروة، ويمكن استخدام هذا الهيدروجين الذي تم تخزينه في وقت لاحق خلال فترات انخفاض إنتاج الطاقة المتجددة.
ثانيًا: إزالة الكربون من الصناعات الثقيلة، إذ يصعب إزالة الكربون من الصناعات الثقيلة، مثل: صناعة الصلب وإنتاج الأسمنت والمعالجة الكيميائية؛ نظرًا لاعتمادها الكبير على الوقود الأحفوري. ومع ذلك، يمكن للهيدروجين الأخضر أن يحل محل هذا الوقود الأحفوري كمادة وسيطة بديلة لهذه الصناعات دون المساس بإنتاجيتها. على سبيل المثال، يؤدي استخدام الهيدروجين الأخضر بدلًا من الفحم في صناعة الصلب إلى تقليل انبعاثات الكربون بشكل كبير مع الحفاظ على جودة منتجات الصلب.
ثالثًا: النقل النظيف، حيث يسهم النقل بجزء كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية؛ بسبب اعتماده على الوقود الأحفوري، مثل: البنزين والديزل. وفي هذا السياق، تعد المركبات الخضراء التي تعمل بالهيدروجين بديلًا أنظف لا يصدر عنه انبعاثات.
علاوة على ذلك، على عكس السيارات الكهربائية، التي تتطلب فترات شحن طويلة ومدى محدودًا بسبب قيود البطارية، يمكن للمركبات الخضراء التي تعمل بالهيدروجين التزود بالوقود بسرعة ولديها نطاقات قيادة أطول مماثلة للسيارات التقليدية التي تعمل بالبنزين.
رابعًا: استقلالية الطاقة، إذ لا يعتمد إنتاج الهيدروجين الأخضر على موارد النفط والغاز الطبيعي المستوردة من دول أخرى، مما يجعله خيارًا جذابًا للبلدان التي تسعى إلى تحقيق استقلال أكبر في مجال الطاقة مع تقليل انبعاثات الكربون في الوقت نفسه.
خامسًا: خلق فرص العمل، سيؤدي نمو تقنيات الهيدروجين الأخضر إلى خلق فرص عمل جديدة في مختلف القطاعات بما في ذلك الهندسة والتصنيع والبناء والبحث والتطوير وغيرها.
كما أشار الكاتب إلى التحديات التي تواجه إنتاج الهيدروجين الأخضر والتي تجب معالجتها حتى يتم اعتماده على نطاق واسع، ومنها: ارتفاع تكاليف الإنتاج في الوقت الحالي مقارنة بالوقود الأحفوري، ونقص البنية التحتية، وهو ما يتطلب استثمارات كبيرة في البنية التحتية مثل محطات التزود بالوقود أو شبكات خطوط الأنابيب، كذلك هناك مخاوف متعلقة بالسلامة، خاصة أن غاز الهيدروجين له خصائص متفجرة إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. علاوة على ذلك لا تزال سلسلة التوريد الحالية للهيدروجين الأخضر محدودة، مما يعني أن هناك صعوبة لزيادة الإنتاج لحين دخول المزيد من الموردين إلى السوق.
ختامًا، أكد الكاتب أن الهيدروجين الأخضر يعد أحد الحلول الواعدة لزيادة إنتاج الطاقة المتجددة المستدامة والخالية من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الضارة. كما يوفر الهيدروجين الأخضر خيارات لتخزين الطاقة المتجددة الموثوقة، وبدائل النقل النظيف، ويدعم إزالة الكربون من الصناعات الثقيلة. ومن ثم يجب التغلب على التحديات التي تواجه إنتاج الهيدروجين الأخضر، مثل: ارتفاع تكاليف إنتاج الهيدروجين الأخضر، ومحدودية البنية التحتية وسلاسل التوريد، جنبًا إلى جنب مع مخاوف السلامة، لتوسيع نطاق استخدامه عبر مختلف القطاعات على مستوى العالم.