الحوار نيوز
الجمعة 23 أغسطس 2024 مـ 08:40 صـ 17 صفر 1446 هـ
الحوار نيوز
الإعلامية شيرين منصور تستضيف الموزع الشهير محمد حريقه فى برنامجها صباحك مع شيرى على الحدث اليوم الكاتب الصحفى محمد الطوخى يهنىء المستشار أيمن عبداللطيف بمناسبة عيد ميلاده وكيل الأزهر يعلن أوائل الشهادة الثانوية الأزهرية الإعلامى محمد العمرانى يعزى اللواء أحمد عبدالفتاح رئيس حى الدقى فى وفاة والدته مدير شبكة المنظمات الأهلية بفلسطين: انتشار سريع للأمراض والأوبئة الكاتب الصحفي محمد يوسف يهنئ ابن عمه صبري إبراهيم بمناسبة حفل زفاف نجلته إيمان هل انتشر فيروس ”شلل الأطفال” في قطاع غزة؟ حقيقة انحسار مياه البحر عن بعض شواطئ الجمهورية بشكل كبير.. ”الوزراء” يوضح حقيقة وجود تصميم فني جديد لجواز السفر المصري بيان صادر عن وزارة التنمية المحلية: كتاب” الأطفال يسألون الإمام” الأكثر مبيعا بالأسبوع الأول لجناح الأزهر بمعرض الإسكندرية الدولي للكتاب جناح الأزهر بمعرض الإسكندرية للكتاب يستكمل سلسلة ”ورش حكي” بتناول كتاب” أسود الوطن” مع حلول ذكرى ثورة ٢٣ يوليو*

هل ساهم الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في تشكيل قرار الحرب الروسية بأوكرانيا؟

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

هل هناك صلة بين الحرب الروسية الدائرة حاليا في أوكرانيا والانسحاب الأمريكي من أفغانستان؟ إن كان هذا الأمر له ما يؤيده على أرض الواقع فما هي مؤشراته؟ وهل أدت سياسات الإدارة الأمريكية الحالية إلى أن تتجرأ دول معادية لواشنطن على فعل ما تريد؟

تلك تساؤلات يحاول الباحث البريطاني كون كوفلن، محلل شؤون الدفاع لدى صحيفة ديلي تليجراف استعراضها في تقرير نشره معهد جيتستون الأمريكي بحثا عن إجابة لها.

ويقول كوفلن، أحد كبار زملاء معهد جيتستون البارزين، إن الشعب الأفغاني الذي تعصف به المشكلات ليس وحده الذي يعاني نتيجة القرار الكارثي للرئيس الأمريكي جو بايدن بإنهاء التدخل العسكري الأمريكي في البلاد بشكل تعسفي قبل عامين.

وأشار إلى أنه أصبح من الواضح تماما الآن أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن حربه على أوكرانيا كان نتيجة مباشرة للقيادة الضعيفة التي أظهرها بايدن بشأن تعامله مع القضية الأفغانية.

وبعد ستة أشهر، شن الكرملين الحرب على أوكرانيا حيث سعى بوتين إلى تحقيق طموحه في إعادة روسيا إلى مجدها الإمبراطوري السابق.

ومن خلال إصدار أمر للقوات الأمريكية بالانسحاب من أفغانستان، أعطى بايدن بوتين الضوء الأخضر للمضي قدما في خططه للغزو.

وقال كوفلن إن حرب روسيا لأوكرانيا بدأ في كابول بكل معنى الكلمة، لدرجة أن الحشد العسكري الروسي على الحدود مع أوكرانيا قبل العملية العسكرية لم يبدأ بجدية إلا بعد انسحاب أغسطس 2021.

وبالتالي، عندما خلصت الاستخبارات الأمريكية أخيرا في أوائل عام 2022 إلى أن الحشد العسكري الضخم الذي كانت روسيا تقوم به بالقرب من حدود أوكرانيا لم يكن، كما ادعى بوتين، مجرد تمرين تدريبي بل قوة حرب كاملة القوة، فإن محاولات البيت الأبيض لإقناع بوتين بالتراجع لم تسفر عن شيء.

ويرى كوفلن أنه بسبب "عدم الكفاءة المطلقة" لإدارة بايدن في التعامل مع الأزمة الأفغانية، تجد أفغانستان وأوكرانيا وغيرها من الدول وخاصة تايوان نفسها وبشكل عاجل تكافح للتعامل مع العواقب الوخيمة لقيادة إدارة بايدن غير الفعالة.

وفي أفغانستان، كان تأثير انسحاب بايدن مدمرا لغالبية الشعب الأفغاني، وخاصة النساء في البلاد اللواتي يجدن أنفسهن محرومات من الحريات الأساسية، مثل التفاعل المجتمعي في الأماكن العامة والتعليم.

وأدى قمع طالبان واسع النطاق لحقوق المرأة في جميع أنحاء البلاد إلى منع الفتيات من الذهاب إلى المدارس وإصدار أوامر للموظفات في المكاتب الحكومية بالبقاء في المنازل. وتشمل القيود الأخرى المفروضة على النساء الأفغانيات حظرا على معظم الموظفات الأفغانيات من العمل في وكالات الإغاثة، وإغلاق صالونات التجميل، وعدم السماح للنساء بالسفر بدون محرم لها.

وبالطبع، كان سلوك طالبان القمعي على النقيض تماما من تنبؤ إدارة بايدن الواثق في أعقاب الفشل الذريع للانسحاب الأفغاني بأن طالبان الجديدة ستكون مختلفة تماما عن نسختها البربرية السالفة، وأنها تتبنى نهجا أكثر شمولا للتعامل مع مواطني البلاد، بحسب تعبير كوفلن.

وفي الواقع، سعى قادة طالبان أنفسهم إلى تقديم صورة أكثر اعتدالا، حتى أنهم أعلنوا في أحد مؤتمراتهم الصحفية الأولى بعد الاستيلاء على البلاد أننا "سنسمح للنساء بالدراسة والعمل بدون إطارنا. ستكون النساء ناشطات للغاية في مجتمعنا".

علاوة على ذلك، كان لسلوك طالبان القمعي تأثير مدمر على سكان البلاد، حيث قدر تقرير صدر مؤخرا عن المجموعة الدولية للأزمات أن حوالي 28 مليون أفغاني، أي ما يعادل ثلثي السكان، بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

ويرى كوفلن أن قيام طالبان بعكس ما تعهدت به تماما لا يسلط الضوء فقط على السذاجة الشديدة التي أظهرتها إدارة بايدن في تصديق إدعاء طالبان بأنها ستتبنى موقفا أكثر اعتدالا، بل يثير ذلك أسئلة مقلقة للغاية حول قدرة البيت الأبيض على معالجة القضايا العالمية الرئيسية الأخرى، مثل الحرب الأوكرانية، التي بدأت كنتيجة مباشرة لتعامل بايدن غير الكفء مع الأزمة الأفغانية.

وعانت أوكرانيا أيضا من دمار واسع النطاق نتيجة الحرب.

وتشير أحدث الأرقام التي جمعتها الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 17 مليون شخص في أوكرانيا بحاجة إلى دعم إنساني، بما في ذلك حوالي 5 ملايين شخص نزحوا داخليا بسبب آثار الحرب.

وفي يونيو من هذا العام، كان هناك 3ر6 مليون أوكراني طلبوا اللجوء في الخارج.

ومع ذلك، فإنه على الرغم من مسؤولية روسيا التي لا جدال فيها عن التسبب في هذه الأزمة الإنسانية، لا تزال هناك أسئلة حول التزام البيت الأبيض تحت رئاسة بايدن بتأمين فوز أوكراني.

ومن الأمثلة على ذلك القرار الأخير الذي اتخذته إدارة بايدن بالسماح بتسليم طائرات حربية أمريكية الصنع من طراز (إف 16) إلى أوكرانيا.

ولو تم توفير الطائرات الحربية عندما طلبها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيكنسكي لأول مرة في نهاية العام الماضي، فربما كانت قد وصلت في الوقت المناسب لإحداث فرق محسوب في الهجوم البري الأوكراني، حيث أدى الافتقار إلى غطاء جوي فعال إلى إبطاء التقدم الأوكراني.

ويقول كوفلن إن تردد بايدن بشأن هذه القضية، حيث استبعد البيت الأبيض في البداية الموافقة على نقل الطائرات قبل أن يغير رأيه في نهاية المطاف، يعني الآن أنه من غير المرجح أن تعمل الطائرات الحربية هذا العام، وهو الوقت الذي سيكون فيه الهجوم الأوكراني قد انتهى.

علاوة على ذلك ، مع عدم استعداد الدنمارك ولا هولندا ، وهما البلدان اللذان وافقا على إعارة طائرات "إف 16" لأوكرانيا من ترساناتهما العسكرية، لتحديد عدد الطائرات التي سيتم إرسالها إلى أوكرانيا بالضبط، لا تزال هناك أسئلة حول مدى فعاليتها في المجهود الحربي الأوكراني.

ويبدو أن الرئيس الرئيس الصيني شي جين بينج، الذي طلب من جيشه "الاستعداد للحرب"، قد توصل إلى نفس النتيجة التي توصل إليها بوتين.

ويخلص كوفلن إلى أنه في مثل هذه الظروف، يمكن أن يُغفر للشعبين الأوكراني والتايواني اعتقادهما بأن عدم قدرة بايدن على توفير قيادة فعالة على المسرح العالمي، كما حدث في أفغانستان، سيؤدي ببساطة إلى تركهما لمصيرهما.