أوراسيا ريفيو: التوترات العرقية والقبلية في منطقة الساحل تقوض الاستقرار
التفاعل التاريخي بين المجموعات العرقية والقبلية في منطقة الساحل أدى إلى ظهور العديد من الأنشطة؛ سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة.
سياسات بعض الدول الإفريقية في تهميش مجموعات معينة من السكان جعلها عرضة للتجنيد من قِبل الجماعات المسلحة.
التنوع العرقي في منطقة الساحل يجعل الجهود الأمنية ومساعي بناء الدولة أكثر صعوبة بالنسبة للحكومات الإفريقية.
أفردت مجلة (أوراسيا ريفيو) مساحة رأي للكاتب (Robert Bociaga) لتناول مسألة الانقسامات القبلية في منطقة الساحل، وما تؤدي إليه من تعقيدات سياسية واجتماعية وأمنية، مع التنبيه إلى سلسلة الانقلابات العسكرية التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الأخيرة، والتي أدت إلى تقويض وزعزعة الاستقرار وتقييد عملية التحول الديمقراطي، وتوقع دخول المنطقة في حقبة جديدة من عدم اليقين وانعدام الأمن.
وأشار المقال إلى الانقلابات العسكرية التي وقعت في النيجر ومالي وبوركينا فاسو، منبهًا في الوقت ذاته إلى ما يشهده شرق القارة من توترات، لا سيما مع استمرار الصراع العسكري في السودان.
وأوضح المقال أن منطقة الساحل تعد موطنًا للعديد من المجموعات العرقية، لافتًا الانتباه إلى اختلاط هذه المجموعات وعدم وجود حدود واضحة تفصل بين المناطق التي يعيشون فيها، وأكد في الوقت نفسه أهمية النظر إلى طبيعة العلاقات بين هذه المجموعات والروابط القبلية لفهم ماضي المنطقة وحاضرها ومستقبلها.
كما نبه كاتب المقال إلى العلاقة بين الطبيعة القبلية وظهور الجماعات المسلحة في منطقة الساحل، مضيفًا أن التفاعل التاريخي بين المجموعات العرقية والقبلية أدى إلى ظهور العديد من الأنشطة؛ سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة.
وجاءت عملية ترسيم الحدود في فترات الاستعمار وما بعد الاستعمار، والتي لم تأخذ الطبيعة السكانية والقلبية للمنطقة في الحسبان، لتؤدي إلى تأجيج التوترات، وهنا لفت كاتب المقال الانتباه إلى أن سياسات بعض الدول انطوت على تهميش مجموعات معينة من السكان، ما جعلها عرضة للتجنيد من جانب الجماعات المسلحة.
وتطرق المقال للمنافع التي عادت على بعض زعماء القبائل من نقص التنمية في إفريقيا، فعلى سبيل المثال، قامت "جماعة أنصار الإسلام" المتطرفة التي تتخذ من بوركينا فاسو مقرًا لها، باستغلال حالة الإحباط بسبب الفقر في تجنيد الشباب إلى صفوفها.
ونبه المقال إلى أن التنوع العرقي في منطقة الساحل يجعل الجهود الأمنية ومساعي بناء الدولة أكثر صعوبة بالنسبة للحكومات الإفريقية، مضيفًا أن التعامل مع حساسيات المجموعات المختلفة، ومعالجة المظالم التاريخية يتطلب نهجًا أكثر دقة، لا سيما وأن تجاهل التعقيدات الثقافية يقوض جهود التنمية.
وختامًا، أكد المقال ما تفرضه المجموعات القبلية والعرقية المتنوعة من تحديات أمام جهود حل النزاعات، مشددًا على أن الهويات القبلية والعرقية، وتشابكها مع المعتقدات الدينية تدفع البعض للانضمام إلى الجماعات المتطرفة.