مواجهة خطرة للأرجنتين ومهمة سهلة للبرازيل بالجولة الأولى لتصفيات مونديال 2026
بعدما استعادت منتخبات أمريكا الجنوبية بريقها في كأس العالم لكرة القدم الأخيرة بقطر عام 2022، بحصول منتخب الأرجنتين على اللقب، تبدأ المنتخبات اللاتينية حلمها الجديد نحو الاحتفاظ بالبطولة، عندما تنطلق تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لمونديال 2026 .
واستعادت منتخبات أمريكا الجنوبية لقب كأس العالم الغائب عن خزائنها منذ 20 عاما، بعدما توج منتخب الأرجنتين بالمونديال الأخير، وذلك للمرة الثالثة في تاريخ (راقصو التانجو)، بعدما ظل اللقب العالمي حكرا على المنتخبات الأوروبية في نسخ 2006 و2010 و2014 و2018.
وتنطلق تصفيات اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول) المؤهلة للمونديال المقبل، الذي يقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك صباح غد الجمعة، (مساء اليوم الخميس بالتوقيت العالمي)، حيث تقام 5 مباريات على مدار يومين.
وتلعب باراجواي مع ضيفتها بيرو، وكولومبيا مع ضيفتها فنزويلا، وتستهل الأرجنتين حملة الدفاع عن اللقب بقيادة نجمها ليونيل ميسي، بمواجهة ضيفتها الإكوادور.
كما يحل منتخب أوروجواي ضيفا على منتخب تشيلي، بينما يبدأ منتخب البرازيل، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بكأس العالم برصيد 5 ألقاب، مشواره في التصفيات بملاقاة ضيفه البوليفي.
وتشارك جميع الدول العشرة الأعضاء في كونميبول في التصفيات، التي تجرى بنظام الدوري من دورين، على أن تصعد المنتخبات الستة الأوائل في جدول الترتيب مباشرة لكأس العالم، الذي يقام للمرة الأولى بمشاركة 48 منتخبا بدلا من 32 فريقا، في حين يلعب المنتخب صاحب المركز السابع بتصفيات أمريكا الجنوبية في الملحق المؤهل للمونديال.
ويبحث منتخب الأرجنتين عن تحقيق انطلاقة قوية في التصفيات أمام نظيره الإكوادوري، الذي أبلى هو الآخر بلاء حسنا في مونديال 2022 رغم خروجه من مرحلة المجموعات.
وكان منتخب الإكوادور قريبا من الصعود للأدوار الإقصائية في كأس العالم الأخيرة، بعد فوزه 2 / صفر على قطر في المباراة الافتتاحية، وتعادله 1 / 1 مع منتخب هولندا، في الجولة الثانية، غير أن خسارته المباغتة 1 / 2 أمام المنتخب السنغالي في الجولة الأخيرة، أطاحت بأحلامه في المضي قدما بالمونديال.
ويرغب منتخب الأرجنتين، المصنف الأول عالميا في التصنيف الأخير للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في يوليو الماضي، في استمرار سلسلة انتصاراته خلال العام الحالي.
وانتصر المنتخب الأرجنتيني في جميع مبارياته الودية الأربعة التي خاضها في عام 2023، وبالتحديد منذ تتويجه بكأس العالم عقب فوزه على المنتخب الفرنسي في المباراة النهائية بركلات الترجيح التي احتكم إليها المنتخبان بعد انتهاء الوقت الإضافي بالتعادل 3 / 3.
واستهل فريق المدرب ليونيل سكالوني لقاءاته الودية في العام الحالي بالفوز 2 / صفر على منتخب بنما، قبل أن يكتسح منتخب كوراساو بسباعية نظيفة في مارس الماضي، ثم تغلب على أستراليا 2 / صفر، وعلى إندونيسيا بالنتيجة ذاتها في يونيو الماضي.
ويرغب منتخب الأرجنتين في استئناف سلسلة انتصاراته على الإكوادور، التي توقفت في آخر مواجهة بين المنتخبين، حينما تعادلا 1 / 1 في مارس من العام الماضي بتصفيات مونديال 2022.
ووضع هذا التعادل حدا لانتصارات المنتخب الأرجنتيني، بطل العالم أعوام 1978 و1986 و2022، على نظيره الإكوادوري التي استمرت في مباريات المنتخبين الأربع السابقة.
ورغم وجود ميسي ضمن قائمة الأرجنتين لمباراتي الإكوادور وبوليفيا خلال فترة التوقف الدولي الحالي بالجولتين الأولى والثانية للتصفيات، إلا أن الشكوك مازالت تحوم بشأن مشاركة لاعب إنتر ميامي الأمريكي في المونديال القادم، حيث سيبلغ من العمر 39 عاما حينها.
وأبدى ليونيل سكالوني، المدير الفني لمنتخب الأرجنتين، دعمه لمشاركة ميسي في كأس العالم المقبلة، حيث قال في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء: "من أجل كرة القدم، يتمنى الجميع أن يكون بمقدور ميسي المشاركة في المونديال القادم".
واستدرك المدرب الأرجنتيني قائلا: "لكن كرة القدم دائما ما تمتاز بتقلباتها المستمرة، ولا يوجد شيء بإمكانك حسمه".
في المقابل، يحلم منتخب الإكوادور بتحقيق فوزه الأول على الأرجنتين منذ ما يقرب من 8 أعوام، حيث يرجع آخر فوز له على رفاق ميسي إلى أكتوبر 2015، حينما انتصر 2 / صفر بملعب المونيمونتال في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، الذي يستضيف اللقاء القادم بينهما، وذلك في تصفيات مونديال 2018 بروسيا.
ومن المقرر أن تخصم ثلاث نقاط من رصيد منتخب الإكوادور تنفيذا لعقوبة محكمة التحكيم الرياضية (كاس) ، بسبب قضية اللاعب بيرون كاستيو، على خلفية الاتهام الذي تقدمت به كل من تشيلي وبيرو، فيما يتعلق بوجود شبهات في شهادة ميلاد اللاعب، وذلك قبل انطلاق مونديال قطر.
من جانبه، يخوض منتخب البرازيل، بقيادة مديره الفني المؤقت فرناندو دينيز، مواجهة سهلة ضد نظيره البوليفي، الذي دائما ما ينافس على الهروب من المراكز المتأخرة في جدول الترتيب.
وقرر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم تعيين دينيز مديرا فنيا لمنتخب السامبا في يوليو الماضي، لمدة عام واحد، بخلاف عمله الحالي مدربا لفريق فلومينينسي البرازيلي.
وجاء تعيين دينيز خلفا لرامون مينيزيس، مدرب منتخب البرازيل تحت 20 سنة، الذي أشرف على الفريق الأول بعد استقالة المدرب السابق تيتي من منصبه، عقب خروج المنتخب البرازيلي من دور الثمانية في مونديال قطر على يد المنتخب الكرواتي.
وتضم قائمة منتخب البرازيل لمواجهة بوليفيا ثم بيرو في الجولة الثانية، كتيبة هائلة من النجوم الذين استدعاهم دينيز، في مقدمتهم الجناح المخضرم نيمار، المنضم لفريق الهلال السعودي هذا الصيف، بعد انتهاء مسيرته مع فريقه السابق باريس سان جيرمان الفرنسي.
كما تضم القائمة البرازيلية أيضا كلا من رودريجو جويس، لاعب ريال مدريد الإسباني، ورافينيا، جناح برشلونة الإسباني، الذي تم استدعاؤه ليعوض غياب فينيسيوس جونيور، نجم الريال، الذي يبتعد عن الملاعب لمدة شهر ونصف الشهر بداعي الإصابة.
ودائما ما تشهد مباريات المنتخبين انتصارات ساحقة للمنتخب البرازيلي، المصنف الثالث عالميا حاليا، الذي أحرز 12 هدفا في الشباك البوليفية خلال آخر 3 مواجهات جرت بينهما في مختلف المسابقات.
ورغم ذلك، يحلم منتخب بوليفيا بتحقيق المفاجأة والخروج على الأقل بنتيجة التعادل للمرة الأولى على الأراضي البرازيلية منذ سبتمبر 2008.