قد تنتظر 4 ساعات لاستخدام دورة المياه.. اليونيسف تكشف واقع الملاجئ القاسي في جنوب غزة
قال جيمس إلدر، المتحدث باسم منظمة اليونيسف، إن الأطفال والأسر والعائلات في غزة يواجهون أوضاعًا قاسية تحت القصف الإسرائيلي وفي الملاجئ التي تفتقد لأدنى مقومات الحياة، فلا صرف صحي أو مياه أو طعام أو دواء ما يجعلهم في خطر أكثر من أي وقت مضى.
وتحدث إلدر، في فيديو عما شاهده داخل غزة بعد جولة بين شمال وجنوب القطاع، ولقاء الأطفال في المستشفيات، قائلًا: لقد أمضيت ما يقرب من أسبوعين في غزة، للأسف حال الأطفال مؤلم للغاية، الآلاف منهم قُتلوا، والآن يواجهون تهديدًا آخر.
وأشار إلى استمرار القصف بلا رحمة، في الوقت الذي وصل فيه عدد النازحين إلى مليون شخص، يحاولون الفرار جنوبًا، رغم ذلك ليس هناك مكان آمن للذهاب إليه؛ لذا يتم دفعهم إلى مكان بلا أساسيات ولا طعام ولا ماء ولا دواء.
الحرب على قطاع غزة
وواصل: في كل مرة كنت أعود إلى مكان ما، كنت أعلم أنه سيكون هناك 10آلاف أو 15 ألف شخص يحاولون العثور على مكان آمن لعائلاتهم بعيدا عن القصف، لكن هذه الأماكن ليست آمنة، فهي بلا صرف صحي ولا ماء ولا غذاء، وهؤلاء الأشخاص كانوا داخل منازلهم في الشمال، لكنها قُصفت.
ويواجه السكان في شمال غزة مآسي مضاعفة، فبعد قصفهم وفقدانهم أفراد أسرتهم واضطرارهم النزوح إلى ملاجئ بظروف قاسية، الآن هم مجبرون على الفرار مرة أخرى إلى الملاجئ في الجنوب.
ووصف إلدر حال الملاجئ في الجنوب، قائلا: إن فتاة مراهقة قد تنتظر 4 ساعات لاستخدام دورة المياه، حاول أن تتخيل فتاة مراهقة تنتظر لساعات للاستحمام أو لاستخدام دورة المياه.
وتابع: لا يوجد ماء أو طعام أو دواء أو مأوى أو صرف صحي، وهذا يعني أن لدينا انتشارًا عاصفًا للأمراض، لذا فإن الأطفال يتعرضون لتهديد أكبر الآن أكثر من أي وقت مضى.
وذكر أن المستشفيات تحولت بكل بساطة إلى مناطق حرب، وعلى الرغم من الجهد البطولي للعاملين في مجال الصحة، فإنهم غالبا يعملون دون ضوء لنفاد الوقود، كما يتعين عليهم العمل دون تخدير.
وأشاد إلدر بدور الأطقم الطبية في غزة، قائلا إن "هؤلاء الأشخاص يستمرون في العمل بغض النظر عن الظروف القاسية".
ولفت إلى معاناة الأطفال تحت القصف، موضحا أن الأطفال تعاني من جروح حرب خطيرة، وعندما يتم قصف منزل بصاروخ، فإنه لا يسبب مجرد إصابة واحدة، وإنما أيضا حروقًا وشظايا وعظامًا مكسورة، وفي كثير من الأحيان تُكسّر أجساد الأولاد والبنات الصغار، ويتم تجميعها مرة أخرى.
وأكد مواصلة اليونيسف الاستجابة وسط كل هذه الفوضى، نظرا لحاجة أهل غزة للطعام والماء والدواء، لتقديم المساعدات المُنقذة للحياة لمن هم في حاجة إليها، منوها بأنه من الواضح أننا لن نحصل على مساعدات كافية لهؤلاء الأطفال إلا عند وقف إطلاق النار، لكن جهود تقديم المساعدات مستمرة.