كيف يؤثر إفلاس أكبر بنك أمريكي على السوق العالمية؟
تسيطر حالة من الغموض على مصير الاقتصاد العالمي، بعد أن أغلقت الجهات الرقابية الأمريكية بنك "سيليكون فالي"، وسيطرت على ودائع العملاء في أكبر انهيار لبنك أمريكي منذ عام 2008.
وأغلقت الجهات المنظمة للخدمات المصرفية في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي مجموعة "إس في بي" (SVB) المالية التي تركز على إقراض الشركات الناشئة، وسيطرت على ودائع العملاء في أكبر فشل لبنك أمريكي منذ الأزمة المالية لعام 2008، مما أثار مخاوف بشأن تاثيره على السوق المالية العالمية.
كما أغلق المنظمون الأمريكيون، يوم الأحد، بنك سيجنتشر، ومقره نيويورك، وهو مقرض كبير في صناعة العملات الرقمية، في محاولة لمنع انتشار الأزمة المصرفية.
وأعلنت إدارة الخدمات المالية في ولاية نيويورك، الاستحواذ على بنك سيغنتشر وألحقت صفة المستلم بالمؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع، وذلك في ثاني حالة إفلاس لبنك في غضون أيام، وفق قناة CNBC.
وقالت إن المودعين في بنك سيجنتشر سيكون لديهم حق الوصول الكامل إلى ودائعهم، وهي خطوة مماثلة لضمان المودعين في بنك "سيليكون فالي" الذي أعلن إفلاسه قبل ثلاثة أيام.
وأشارت الإدارة في بيان إن الودائع لدى بنك سيجنتشر بلغت نحو 88.59 مليار دولار في المجمل حتى يوم 31 ديسمبر الماضي، ويدور الحديث عن أحد البنوك الرئيسية في صناعة العملات المشفرة.
من جانبه قال وزير المالية الكوري الجنوبي، تشو كيونج-هو، إنه من المتوقع أن يكون لانهيار البنك الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له، تأثير محدود على السوق المالية العالمية على الرغم من استمرار الشكوك وسط تحركات سياسة التشديد النقدي، وفقا لوكالة يونهاب.
وأضاف الوزير، قبيل اجتماع مغلق حول قضايا التصدير، أنه في أعقاب التقرير المتعلق بإغلاق بنك وادي السيليكون في الولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، تصاعدت التقلبات والشكوك في السوق المالية في داخل البلاد وخارجها.
وأوضح أن الخبراء ما زالوا يعتقدون أنه من المحتمل أن يكون للحادث تأثيرات محدودة على الاقتصاد العالمي مع بذل السلطات المالية الأمريكية جهودا فورية لحماية المودعين.
إلا أن الوزير أشار إلى أن الغموض سيبقى في الاقتصاد العالمي بسبب تحركات التشديد النقدي، وأضاف أن الحكومة ستضع إجراءات دعم إضافية لمساعدة المصدرين.
وأعلنت الحكومة البريطانية أنها تعمل على وضع خطة تسمح لشركات التكنولوجيا البريطانية بالحفاظ على سيولتها بعد إفلاس بنك سيليكون فالي.
وقالت وزارة الخزانة البريطانية: "نريد تقليل الأضرار التي لحقت ببعض شركاتنا الواعدة في المملكة المتحدة بعد إفلاس البنك الأمريكي".
فيما رأت صحيفة "ذا إيكونوميك تايمز" الأمريكية، اليوم الإثنين، أن إفلاس بنك "سيليكون فالي" الأمريكي سيؤثر على حوالي 60 شركة ناشئة من الهند.
ونقلت الصحيفة عن مصدر، بأنه "لدى 40 شركة ناشئة هندية على الأقل، ودائع في سيليكون فالي تتراوح قيمتها من 250 ألف دولار إلى مليون دولار، أكثر من 20 منها لديها ودائع تزيد على مليون دولار".
وقالت إن إفلاس بنك "سيليكون فالي الأمريكي" سيؤثر بشكل خاص على دفع الأجور في هذه الشركات الناشئة.
وأعلنت السلطات الهندية، في وقت سابق، أنها ستناقش هذا الأسبوع مع ممثلي الشركات الهندية الناشئة إفلاس بنك "سيليكون فالي" الأمريكي، بالإضافة إلى المساعدة المحتملة التي يمكن أن تقدمها الحكومة الهندية للشركات الناشئة.
وأغلقت السلطات الأمريكية الجمعة مصرف "سيليكون فالي بنك"، إثر عجز المؤسسة المالية الكاليفورنية عن تلبية عمليات السحب الهائلة لعملائها.
وتسبب، ما يعد أكبر إفلاس مصرفي أمريكي منذ الأزمة المالية للعام 2008 وثاني أكبر فشل لبنك للتجزئة في الولايات المتحدة، في قلق الزبائن وتساؤلات حول العواقب وموجة ذعر في الأسواق العالمية.
هذا، وأصدرت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة التأمين الفيدرالي، مارتن جرونبرج، بيانًا مشتركًا أعلنوا فيه عن قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بإتاحة تمويل إضافي للبنوك للمساعدة في تزويدها بالأموال التي تحتاج إليها لتلبية احتياجات المودعين.
ويتركز نشاط البنك "سيليكون فالي" على القطاع التكنولوجي، ما قد يقضي على الشركات الناشئة في جميع أنحاء العالم دون تدخل حكومي.
وأدى انهيار البنك إلى موجة انخفاضات ضربت أسهم قطاع البنوك في الولايات المتحدة وامتدت إلى أسواق آسيا وأوروبا.
ويحتل بنك "سيليكون فالي"، ومقره سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا، المركز السادس عشر بين أكبر البنوك الأمريكية بأصول قيمتها 209 مليارات دولار، وهو ما يجعل قائمة المشترين المحتملين الذين يمكنهم تنفيذ صفقة لشرائه قصيرة نسبياً.
وعلى صعيد متصل، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، التوصل إلى حل في أزمة بنكي "سيليكون فالي" و"سيجنتشر"، في أعقاب اجتماع وزيرة الخزانة جانيت يلين ورئيس الاحتياطي الفيدرالي، مع مجلس إدارة البنكين.
وطمأن الرئيس الأمريكي، حسبما ورد في بيان للبيت الأبيض، المودعين في هذين البنكين بأنه يمكنهم سحب أموالهم عند احتياجهم لذلك. مشيرا إلى أن الحل الذي تم التوصل إليه مع مسؤولي البنكين اللذين أعلن انهيارهما، الجمعة، "يُجنب تعريض أموال دافعي الضرائب للخطر"، في إشارة إلى أنه لن يكون هناك خطة إنقاذ مالي حكومية للبنكين.
وعبر بايدن عن التزامه بـ"تحميل المسؤولين عما حدث، المسؤولية الكاملة"، وفق تعبيره.
وقال بايدن، "يسعدني أنهم توصلوا إلى حل سريع يحمي العمال الأمريكيين والشركات الصغيرة ويحافظ على نظامنا المالي آمنًا. ويضمن الحل أيضًا عدم تعريض أموال دافعي الضرائب للخطر"، مضيفًا أن "الشعب الأمريكي والأمريكي يمكن للشركات أن تثق في أن ودائعها المصرفية ستكون موجودة عندما تحتاج إليها".