بعد الإعلان عن تطبيق برنامج الطروحات الحكومية..هذه أهدافه والمتوقع منه
عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء اجتماعا بالأمس، لمتابعة الخطوات التنفيذية للبرنامج والذي يأتي تنفيذًا لبنود وثيقة سياسة ملكية الدولة، إذ تم التوافق خلال الاجتماع على بدء إجراءات طرح شركتي "وطنية" و"صافي" من خلال مستشار الطرح يوم الأربعاء القادم، بعد إتمام عملية التهيئة للطرح للشركتين من خلال صندوق مصر السيادي.
بداية قوية لبرنامج الطروحات بشركتي صافي ووطنية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء أنه تم التوافق خلال الاجتماع من خلال اللجنة المعنية بمتابعة برنامج الطروحات، على طرح أربع شركات كبرى من خلال بنوك استثمار دولية.
واهتمت برامج" على مسئوليتي، كلمة أخيرة، الحكاية، من مصر" بإعلان بدء إجراءات طرح شركتي "وطنية" و"صافي" من خلال مستشار الطرح يوم الأربعاء القادم، حيث علق على الأمر عدد من الخبراء الاقتصاديين ومقدمو البرامج:
ذكر الدكتور فرج عبد الله الخبير الاقتصادي أن الطرح سيبدأ بشركة وطنية للخدمات البترولية وشركة صافي للمياه المعدنية، والأولى تنتمى لقطاع خدمات الطاقة الذى يمثل وزنه نحو 1.25% من إجمالي سوق البورصة، وبالتالي دخول شركة وطنية سيحدث انتعاشة ويؤدى لجذب رأس مال جديد لهذا القطاع، والشركة الثانية تنتمي لقطاع الأغذية والمشروبات الذى يمثل 7.3% من إجمالي السوق، متوقعًا أن تتجه مؤشرات البورصة للارتفاع بمجرد الإعلان عن تفاصيل الطرح للشركتين خاصةً بالنسبة لقطاعي خدمات الطاقة والمشروبات والأغذية.
وأبدى الدكتور إيهاب سعيد الخبير الاقتصادي وعضو مجلس إدارة البورصة السابق سعادته ببدء الطروحات الحكومية بشركتي صافي ووطنية نظرًا لتمتع شركات القوات المسلحة بقدر كبير من المصداقية لدى رجل الشارع العادي الذي يتم استهداف دخوله البورصة، بخلاف توقع وجود طلب كبير عليهما من المستثمرين العرب والأجانب، مؤكدًا أن من سيكتتب على هاتين الشركتين من المواطنين، أو المستثمرين الاستراتيجيين سيحققون ربحية جيدة، ما سيؤدى إلى إقبال كبير على باقي الشركات التى سيتم طرحها.
وأوضحت رانيا يعقوب عضو مجلس إدارة البورصة المصرية أن كبرى الدول تتخارج من حصص من شركاتها لتشجيع الاستثمار الأجنبي، أى أن مصر لم تبتدع هذا الأمر، مشيرةً إلى أنه من المرجح ألا تخرج الدولة من الشركتين بشكل كامل، وأن يتم الطرح بنسبة في حدود 20% في البورصة ونسبة أخرى لمستثمر استراتيجي، مؤكدةً أن الدولة حريصة على أن يتم التخارج بسعر عادل وموازي لقيمة الشركتين الحقيقية، ومستشارو الطرح سيجتمعون مع المستثمرين ويتيحون لهم كافة بيانات الشركتين بما في ذلك الأرباح والميزانية، كما سيتم نشر هذه التفاصيل بجريدتين حكوميتين من باب الشفافية، وتابعت أن المستثمر الذي يرغب في الاستثمار بالسوق المصري على شكل شراء حصص بالشركات أو سندات حكومية، سيقوم بتحويل أمواله عبر البنك المركزي ما يعد أحد أهم الموارد الدولارية للدولة، لذا الطرح لمستثمر استراتيجي أمر هام للغاية لجذب السيولة الأجنبية، وهو لا يقل أهمية أيضًا عن جذب السيولة الموجودة لدى المواطنين بدلًا من توجيهها لمصادر غير آمنة للاستثمار، وخفض قيمة العملة يجعل الشركات المصرية أكثر جاذبية.
وأشار الدكتور سامح الترجمان رئيس البورصة الأسبق إلى أن هذا الطرح يأتي متماشيًا مع وثيقة سياسة الملكية والتزامات الحكومة مع صندوق النقد الدولي، ويأتي كذلك في سياق ما أعلنه رئيس الجمهورية وأكده رئيس مجلس الوزراء بأن الفترة القادمة ستشهد قيام القطاع الخاص بلعب دور أكبر في تحريك الاقتصاد ودفع عملية التنمية، مشددًا أن هذه الخطوة ستساعد على تحريك البورصة وزيادة نسبة السيولة بها بعدما شهدت الفترة الأخيرة خروج شركات كثيرة وانخفض حجم التعامل بها.
وأوضح الإعلامي عمرو أديب أن الكثيرون كانوا يشككون في برنامج الطروحات حتى صباح الأمس، حيث قطعت الدولة الشك باليقين بالإعلان عن بدء إجراءات طرح شركتي وطنية وصافي الأربعاء القادم، وهذه الخطوة كانت ضرورية بحيث تتفرغ الدولة لرسم السياسات وتحسين مناخ الاستثمار وليس إدارة الشركات، لكن يجب ضمان تقييم عادل لهذه الشركات من خلال الاستعانة بمسوقين ناجحين ومتميزين لضمان البيع بأفضل قيمة ممكنة.
وأشار الإعلامي أحمد موسى إلى أن الحكومة المصرية لا علاقة لها بتحديد قيم هاتين الشركتين أو بتلقى العروض، حيث سيتم ذلك من خلال المستشار المالي، وتوقع تحقيق مكاسب كبيرة من هذا الطرح، خاصةً وأن الشركتين تعدان من أنجح الشركات في السوق المصري وبالأخص شركة وطنية والتي أصبحت علامة تجارية كبيرة وتمتلك 250 فرعًا في مختلف المحافظات.
وتابع أن هذا الطرح يؤكد مصداقية وشفافية الدولة في التعامل مع شركات القوات المسلحة، لاسيما وأنها ملتزمة طوال السنوات الماضية بدفع الضرائب وتخضع لمتابعة ورقابة الجهاز المركزي للمحاسبات مثلها مثل أي شركة أخرى بل وتتفوق على أي شركة أخرى بزيادة معدل الانضباط والالتزام وتحقيق الأهداف عبر خطط تُنفذ في فترات زمنية محددة.