هل يجوز للمسلمين شراء شجرة الكريسماس والاحتفال بأعياد الميلاد؟.. علي جمعة يرد
تلقى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بـ الأزهر الشريف سؤالًا جاء نصه: هل يجوز للمسلمين الاشتراك في مظاهر الاحتفال الخاصة بغير المسلمين خلال أعياد الميلاد مثل شراء شجرة الكريسماس؟
وقال جمعة في فتوى سابقة له: إن هناك ما يعرف بالثقافة السائدة، والثقافة السائدة قضية مختلفة؛ موضحًا أن كل دولة لها ثقافتها؛ فمثلًا عندنا في مصر نحتفل بالمولد النبوي؛ فنقوم بصنع حلاوة المولد من الفولية، والحمصية، واللوزية، والجوزية وهكذا؛ فأصبحت ثقافتنا هكذا؛ متابعًا: بينما احتفل الفرنسيون المسلمين بالمولد النبوي من خلال صنعهم التورتة؛ فهذه هي الثقافة الخاصة بكل دولة.
وجوب التمسك بالثقافة الخاصة لكل دولة
وأضاف جمعة خلال تصريحات تلفزيونية بوجوب التمسك بالثقافة الخاصة بنا بعيدًا عن الأمور الشرعية؛ موضحًا انه يجب علينا ان نتمسك بالصناعات الخاصة بثقافتنا مثل حلاوة المولد، والكحك؛ لأن هذه الصناعات تَعَد مصدرً لفتح بيوت أُناس آخرين، ومصدر رزق لهم؛ متابعًا: فأنا لا أريد ان تنتفي هذه الصناعات لمصلحة صناعات أخرى ليست من ثقافة بلدنا؛ فهذه نصيحة اجتماعية لا علاقة لها بالشريعة الإسلامية.
وأشار جمعة إلى مظهر من مظاهر معينة مثل مظهر ارتداء البدلة في بداية ظهرها؛ ان البدلة تدل على أن من يرتديها أجنبي؛ فظل هذا المظهر يشيع يشيع إلا أن جاء في فترة من الفترات لا يصبح معناها أي شيء، وكل البلد أصبحت لابسة البدلة؛ فتتغير الأحكام بتغير الزمان؛ وأول شخص ارتداها كنا نقول له لا ترتديها حتى لا ينتفي الترزي البلدي اللي في بلدنا؛ فبالرغم من ذلك ذاع ارتدائها، وتغير العصر، وتغيرت مقتضياته، والذي يُقال في امر البدلة، هو نفسه ما يًقال في الحلاوة، وهو نفسه ما يُقال في سجرة الكريسماس.
ونوه جمعة عن فتوى سابقة للإمام محمد عبده وردت له من الترينسفال؛ وهي جنوب إفريقيا في أوائل القرن العشرين عن فتوى ارتداء البورنيطة؛ التي تُعد مظهر من مظاهر الرجل الأجنبي المُستبد، المُستعمر؛ فإذا كانت تدل على هذا يبقى بلاش منها، في حين إن المسلم البريطاني يرتديها؛ لأنه في بريطانيا؛ وبعض الناس لا يأخذون الاعتبار بالمقالات التي تؤول إليها الأشياء فيؤول معها الحكم.
وأكد جمعة على عدم حرمانية بيع المسلم قطعة أرض ليهودي في أي بلد كانت؛ بينما يُحرم بيع المسلم لليهودي أرض في القدس المحتلة؛ موضحًا: وذلك لأن هذا يستدرجنا إلى شيء آخر؛ وهي إزالة المقدسات، ويرفع بها راياته؛ مما يؤكد بها احتلاله؛ لذلك يحرم بيع المسلم أرض في القدس لليهود؛ إذًا أحكام هذه الأشياء تختلف باختلاف الزمان، والمكان، والأشخاص، والأحوال؛ ولا بد علينا ان ندخل في حسابنا قضايا الثقافة، والصناعات، وقضايا كثيرة جدًا.