النازحون يتكدسون في جنوب القطاع.. مصر تجدد تحذير ها من تهجير سكان غزة
حذرت مصر مجددًا من مخططات الاحتلال الإسرائيلي لتهجير سكان غزة قسريًا والدفع بهم إلى سيناء، وذلك تزامنًا مع تقرير أممي أفاد بتكدس النازحين في منطقة رفح جنوب القطاع، هربًا من القصف الإسرائيلي الشامل، وفقا لتقرير نشرته القاهرة الإخبارية.
رفض مصري قاطع لسياسة التهجير
وأكد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية ضياء رشوان، في بيان أمس الخميس، الرفض المصري البات لسياسة التهجير القسري التي تقوم بها إسرائيل لأبناء غزة داخل القطاع، ولمحاولات تهجير سكان القطاع نحو سيناء أو الدفع إليه، وهو الخط الأحمر الذي لن تسمح مصر بتخطيه مهما كانت النتائج، لمساسه بالأمن القومي والسيادة المصرية على كامل التراب الوطني، ولما سيؤدي إليه من تصفية كاملة للقضية الفلسطينية وتفريغها من مضمونها.
وشدد رشوان على أن القاهرة "لن تسمح بتمرير هذا المخطط مهما كانت النتائج، ولا أحد يستطيع فرض أمر واقع بالقوة"، مشيرًا إلى أن "الدولة المصرية تمتلك كل الأدوات التي تمكنها من الحفاظ على أرضها وأمنها القومي".
إسرائيل تتحدى المجتمع الدولي
وأشار رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، إلى أن إسرائيل لا تزال تتحدى المجتمع الدولي كله بقصفها المتواصل على قطاع غزة من شماله لجنوبه، وبدئها في عدوان غير مسبوق على منطقة خان يونس عبر عمليات قصف وتوغل بري شديدة العنف، وفي الشمال لا تزال المعارك مشتعلة بشدة، وحولت القطاع ككل إلى ميدان حرب دون وجود مكان آمن للمواطنين، لدفع الفلسطينيين لمغادرة أراضيهم نحو ما أطلقت عليه "المناطق الآمنة" في الجنوب نحو رفح، وهي مناطق تفتقر لكافة الخدمات الضرورية للحياة من ماء وطعام ومأوى، وغير محمية من القصف والقتال، الأمر الذي يؤكد ما حذرت منه الدولة المصرية – ولا تزال تحذر - بأن ما يحدث هو جزء من مخطط إسرائيلي لدفع الفلسطينيين نحو التهجير وتفريغ قطاع غزة من سكانه، وتصفية القضية الفلسطينية بصورة نهائية، وهو ما لن تسمح به أبدًا، وبالتزامن مع حربها على غزة، تصعد إسرائيل من عملياتها الدموية بشكل أقل صخبًا في الضفة الغربية، لدفع الفلسطينيين للتهجير نحو الأردن.
تحذير مصري شديد اللهجة
وتكرر التحذير المصري من مخططات الاحتلال لتهجير الفلسطينيين من غزة، على لسان وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي قال في منتدى "أسبن" الأمني في العاصمة الأمريكية واشنطن، أمس الخميس، "إنه سيكون من غير المناسب ويتعارض مع القانون الدولي أن يتم تهجير المدنيين الفلسطينيين من غزة إلى مصر". وأضاف وزير الخارجية المصري: "هذا ليس هو السبيل للتعامل مع الصراع. لا ينبغي معاقبة المدنيين الفلسطينيين ولا ينبغي أن يغادروا أراضيهم”.
هذا وقد نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي، عن أربعة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، أن مصر حذرت الولايات المتحدة وإسرائيل من تهجير الفلسطينيين في غزة إلى سيناء نتيجة العدوان على جنوب القطاع. وذكر الموقع، أن مصر تعتبر الحرب على غزة تهديدًا لأمنها القومي، وتريد منع جيش الاحتلال من تهجير النازحين الفلسطينيين من غزة.
ولفت "أكسيوس" إلى أن جيش الاحتلال قام بتوسيع عدوانه في جنوب قطاع غزة، مع التركيز على مدينة خان يونس، وأمر سكان المنطقة بالنزوح جنوبًا إلى مدينة رفح الفلسطينية على الحدود مع مصر.
وقد ذكرت الأمم المتحدة، قبل يومين، إن عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين تكدسوا في منطقة رفح الفلسطينية على حدود قطاع غزة مع مصر، هربًا من القصف الإسرائيلي.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير أن معظم النازحين في رفح ينامون في العراء بسبب نقص الخيام، رغم أن الأمم المتحدة تمكنت من توزيع بضع مئات منها.
وكان مئات الآلاف من الفلسطينيين قد فروا بالفعل من شمال غزة إلى الجنوب، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، منذ 7 أكتوبر الماضي.
ومع أحدث موجات النزوح الجماعي، يتزايد تكدس الفلسطينيين في رفح بالقرب من الحدود المصرية، ونقلت "رويترز" عن أحد النازحين في المنطقة، إنه لا يوجد مكان آمن في غزة، وإن الاحتلال سيلاحقهم عاجلًا أم آجلًا في رفح الفلسطينية. ومضى النازح يقول إن الإسرائيليين يريدون نكبة أخرى، لكنه عقد العزم على ألا يتجاوز رفح إلى مكان آخر.
وقالت نازحة أخرى ذكرت أن اسمها زينب عبر الهاتف من خان يونس، إن إسرائيل تدفعهم نحو رفح ثم ستهاجم المكان.
ومنذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر الماضي، يعمل جيش الاحتلال على تهجير سكان غزة من بيوتهم وأراضيهم قسريًا من شمال القطاع إلى الجنوب، ومنه إلى داخل مصر أو أية وجهة أخرى، وخلق منطقة عازلة في الشمال، بذريعة حماية المستوطنات القريبة من غلاف غزة، والتي قامت الفصائل بمهاجمتها في عملية "طوفان الأقصى".
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 80 بالمئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة فروا من منازلهم إلى الجنوب، وإن كثيرين منهم انتقلوا مرات تحت وطأة القصف الإسرائيلي الشامل على القطاع.