في ظل انشغال العالم بمجازر غزة... هل تتسبب جرائم الكيان الصهيوني في اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة والقدس؟
منذ بدء المجازر الصهيونية التي ينفذها الاحتلال في غزة، وما تشملها من إبادة جماعية، وتهجير ممنهج من أراضي القطاع، وسلطات الكيان المحتل تستغل انشغال الزخم الإعلامي العالمي بما يدور في غـزة للإجهاز على الضفة الغربية والقدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك.
تعمل سلطات الاحتلال في حربها على سكان الضفة الغربية والقدس، عبر خطوط متوازية، هدفها الرئيسي هو خلق بيئة للتهجير القسري، وهو الهدف الذي تردد كثيرًا في الآونة الأخيرة داخل الإعلام الصهيوني، ضمن مخطط يقضي بتهجير سكان الضفة إلى الأردن، عقب الانتهاء من تهجير سكان غزة إلى سيناء، ليتم بذلك القضاء على حق الفلسطينيين في العيش حتى على جزء من أراضيهم المغتصبة.
ويسلط مرصد الأزهر في ضوء ذلك على عدد من الأرقام التي تعكس الوضع الحالي في الضفة الغربية والقدس منذ بدء مجـازر غزة:
منذ 7 أكتوبر بلغ وصل عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 260 شهيدًا، لترتفع حصيلة الشهداء منذ بداية عام 2023م إلى 468 شهيدًا، مع تحويل الاحتلال أجزاء معينة من الضفة، مثل مخيم جنين، إلى مناطق حرب غير معلنة.
بلغ عدد المعتقلين إلى 3,480 أسيرًا، ولا زالت حملات الاعتقال تنفذ كل دقيقة. وفي خطوة استفزازية؛ منعت سلطات الاحتلال الطلاب المقدسيين المفرج عنهم خلال الصفقة الأخيرة من العودة إلى مدارسهم بالقدس الشرقية.
تزايد جرائم المستوطنين المُسلحين بحق سكان الضفة الغربية العُزّل.
اقتحام نحو 5 ألاف مستوطن لباحات الأقصى المبارك، بينهم عدد كبير من الجنود الصهاينة مرسوم على زيهم العسكري "الهيكل المزعوم"، إضافة إلى الدعوات لهدم الأقصى المبارك وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، تزامنًا مع فرض حصارًا خانقًا لمنع الفلسطينيين من دخوله.
تزايد النشاط الاستيطاني في الضفة، حيث صدقت سلطات الاحتلال على بناء حي استيطاني جديد شرقي مدينة القدس، يحمل اسم "مشروع القناة السفلي"، وسيشهد بناء نحو 1,792 وحدة استيطانية على نحو 186 دونمًا من الأراضي الفلسطينية.
وتتمثل خطورة هذا الحي في كونه سيقطع التواصل الجغرافي بين جنوب الضفة والقدس، كما أنه أول حي رئيس يوافق عليه منذ عام 2012م؛ الأمر الذي يحمل رسالة معينة مفادها أن الاحتلال يسعى بكل قوته إلى القضاء على أي بارقة أمل لقيام دولة فلسطينية مستقلة.
ولذا، يحذر مرصد الازهر من أن جرائم الاحتلال في الضفة والقدس، قد تؤدي إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في الضفة والقدس المحتلتين، في الوقت الذي يحاول فيه العالم الحر وقف المجـ ازر التي تنفذ في قطاع غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 16 أف شهيد، بينهم أكثر من 7 آلاف طفل بخلاف آلاف المفقودين تحت الأنقاض.
ويكرر المرصد تأكيده على أن الحل الوحيد الذي يقبله الفلسطينيين، ويرتضيه أصحاب الضمائر الحيّة، هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم على أراضيهم المغتصبة، وهو الحل الذي يحقن الدماء الفلسطينية الزكيّة التي تُسفك كل ثانية على مرأى ومسمع من العالم أجمع في ازدواجية معايير صارخة قد تكون الأكثر عارًا في التاريخ الحديث.