في ذكرى وفاته.. كرم مطاوع فنان أبدع بقلبه في المسرح والدراما وترك أثرًا خالدًا
كرم مطاوع رمز من رموز الزمن الجميل في مسرح الستينات، فنان قدير اجتمعت في شخصه مهارات التمثيل والإخراج، ولد في ديسمبر 1933، قضى 63 عامًا في ترسيخ إرث فني لا ينسى حيث بدأ مسيرته في الفن بدراسته في كلية الحقوق، ومن ثم في المعهد العالي للفنون المسرحية.
كتب كرم مطاوع اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ المسرح المصري، حيث قدم 60 مسرحية تاريخية ووطنية. أبرزت أعماله مثل "هاملت" لشكسبير و"شهرزاد وإيزيس" لتوفيق الحكيم. كمخرج، أضاف لمساته الإبداعية في مسرحيات منها "مصرع جيفارا" و"لعبة السلطان"، مظهرًا براعته في التنوع الفني.
نبذة عن حياته الشخصية
حياته الشخصية كانت مليئة بالزيجات والانفصالات، إذ تزوج ثلاث مرات وأنجب منها أبناء. كان شريكًا في الحياة والفن مع الفنانة سهير المرشدي، وترك انطباعًا قويًا في علاقته الفنية والشخصية معها.
سيد درويش وكرم مطاوع
وحصل كرم مطاوع على الدكتوراه في الإخراج من إيطاليا وعمل أستاذًا بأكاديمية الفنون وسافر لتدريس الإخراج منتدبًا في معاهد المسرح بالكويت والعراق والجزائر، واتجه كرم مطاوع إلى التمثيل بالسينما وترك وراءه ١٥ فيلمًا بدأه بفيلم "سيد درويش" الذى قام ببطولته، وأنهاه بفيلم "المنسي" مع عادل إمام، مرورًا بالمشاغبين الثلاثة، لا تطفئ الشمس، إضراب الشحاتين، اثنين على الهوا.
رغم أنه كان ممثلًا عظيمًا، إلا أنه قرر استكشاف جانب آخر من الفن من خلال الإخراج، مما أثر على تواجده على خشبة المسرح، حتى رحيله في عام 1996 كان خسارة كبيرة للمشهد الفني العربي، إلا أن إرثه الفني لا يزال حيًّا في أعماله التي تروي قصة فنان استثنائي امتزج فيها الإبداع والتفرد.
كانت حياة كرم مطاوع مليئة بالتنوع، حيث امتزجت المشاعر الفنية والشخصية. بالرغم من عبقريته الفنية، إلا أنه لم يفقد إنسانيته. تجلى ذلك في مواقفه السياسية، حيث كان يعبر عن مواقفه اليسارية بشكل صريح. وقد عانى من ذلك كثيرًا، حيث تميز بطبيعته المتمردة، وكان يعتبر "كالطاووس" في عيون الجميع، أما فيما يتعلق بحياته العائلية، كانت زيجاته وانفصالاته تعكس تجربة غنية