الأحاديث الصحيحة والضعيفة في فضائل سورة الكهف
لسورة الكهف أهمية خاصة، لما ورد عن فضل قراءتها يوم الجمعة، إذ ورد عن فضل قراءتها العديد من الأحاديث منها الصحيح والضعيف، وفي التحقيق التالي نستعرض معكم الأحاديث الصحيحة والضعيفة في فضائل سورة الكهف
التعريف بسورة الكهف
سورة الكهف هي السورة الثامنة عشر في ترتيب المصحف، أما في ترتيب النزول فقد كان نزولها بعد سورة الغاشية، وعدد آياتها مئة وعشر آيات، وهي من السور التي بدأت بالحمد لله، وشملت عددًا من القصص، وهي موجودة ضمن الجزء السادس عشر من المصحف، والحزبين الثّلاثين والواحد والثّلاثين.
Advertisements
الأحاديث الصحيحة والضعيفة في فضائل سورة الكهف
سبب نزول سورة الكهف
سورة الكهف جاءت تصديقًا لنبوة سيدنا محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- و في الوقت الذي عانى فيه أهل مكة من الظلم والقهر، كما بيّنت السورة ما عانى منه أصحاب الكهف، فكانت كالفرج بعد الشدّة.
وورد في سبب نزول سورة الكهف أنّ المشركين أرسلوا رجلين من اليهود إلى الأحبار ليسألوهم عن رأيهم في دعوة محمد، فكان ردّ الأحبار عليهم أن يسألوا محمدا عن ثلاثِ مسائل، فإن أجاب عنها فهو نبي، وإن لم يُجب فهو يدّعي النبوة
وكانت المسائل الثلاث عن أمر فتيةٍ في الأمم السالفة، وعن ماهية الروح، وعن أمر رجلٍ جاب الأرض مشرقها ومغربها، فلما رجعوا ذهب عددٌ من مشركي قريش إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وسألوه عمّا أخبرهم به اليهود، فأجابهم أنه سيخبرهم بجواب ما سألوه غدًا، ولم يقل إن شاء الله، فتأخّر عنه الوحي ثلاث أيام، وقال ابن إسحاق أن الوحي تأخّر خمسة عشر يومًا، فشقّ ذلك على رسول الله -عليه السلام-.
ثم أنزل الله -تعالى- جبريل بسورة الكهف متضمّنة لجواب سؤالهم عن أمر الفتية وذي القرنين، أما أمر الروح فقد نزل في سورة الإسراء، وأنزل الله -سبحانه- مع الجواب توجيهًا للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا * إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا).
فضائل سورة الكهف:
1- أنَّ قِراءةَ سُورةِ الكَهفِ سَبَبٌ لِنُزولِ السَّكينةِ:
فعن البَراءِ بنِ عازبٍ رَضِيَ الله عنهما: (قرأ رجلٌ الكَهفَ وفي الدَّارِ الدَّابَّةُ، فجعَلَت تَنفِرُ، فسَلَّمَ، فإذا ضبابةٌ أو سَحابةٌ غَشِيَته، فذكَرَه للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: اقرأْ فلانُ؛ فإنَّها السكينةُ نَزَلت للقُرآنِ، أو تنزَّلَت للقُرآنِ ) .
2- حِفظُ عَشرِ آياتٍ مِن أوَّلِ سورةِ الكهفِ عِصمةٌ مِن الدجَّالِ:
فعن النوَّاسِ بنِ سِمْعانَ رَضِيَ الله عنه، قال: (ذَكَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الدجَّالَ ذاتَ غَداةٍ)، وفيه أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (فمَن أدْرَكه منكم، فليَقْرأْ عليه فواتحَ سورةِ الكَهفِ ) .
وعن أبي الدَّرداءِ رَضِيَ الله عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:(مَن حَفِظَ عَشرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورةِ الكَهفِ، عُصِمَ مِن الدجَّالِ) .
3- أنها من السُّورِ العَتيقةِ، ومن قديمِ ما حُفِظَ عند الصَّحابةِ:
فعن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ الله عنه، أنَّه قال: (سورةُ بني إسرائيل والكهف، ومريم وطه والأنبياء: هُنَّ مِن العِتاقِ الأُوَلِ ، وهُنَّ مِن تِلادي .)
4- أنَّها كُلَّها مُحكَمةٌ: وقد نُقل الإجماعُ على أنَّه ليس فيها مَنسوخٌ.
الأحاديث الواردة في فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
وردت عدة أحاديث في فضل سورة الكهف وفضل قراءتها يوم الجمعة بعضها في الصحيحين وبعضها في غيرهما.
قال البخاري في صحيحه: باب فضل سورة الكهف، ثم ذكر بسنده عن البراء بن عازب قال: كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدنو وتدنو وجعل فرسه ينفر، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: تلك السكينة تنزلت بالقرآن. (متفق عليه).
وفي صحيح مسلم مرفوعًا: من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال
وروى الحاكم في المستدرك مرفوعا إن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين. وصححه الألباني..
عدد أسماء سورة الكهف
قال الدكتور، رمضان عبد الرازق، عضو الهيئة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف: أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام قد أطلق ثلاثة أسماء علي سورة الكهف.
وأوضح عبد الرازق، خلال حلوله ضيفا علي إحدي حلقات برنامج “الدنيا بخير” المذاع عبر فضائية “الحياة”، أن الاسم الأول والمتعارف عليه هو سورة الكهف، والاسم الثاني هو سورة أصحاب الكهف، والاسم الثالث هو سورة الحائلة.
وأشار عضو الهيئة العليا للدعوة الإسلامية، إلى أن سبب تسمية سورة الكهف بالحائلة، هو أنها تحول بين قارئها وبين النار، إذا توفي في نفس الأسبوع الذي قرأها فيه، ويعد ذلك الأمر أحد أهم فضائل سورة الكهف.
لماذا سميت سورة الكهف بهذا الاسم؟
أكد الدكتور رمضان عبد الرازق أن سورة الكهف سميت بهذا الاسم؛ لأنها كهف النور.
وفي أثناء توضيحه للمعني قال: “هي كهف النور الذي نلجأ إليه بعد أسبوع مليء بالهموم والمتاعب والمشاق والطاقات السلبية، ولما ندخله نتطهر من كل ماعلق بنفوسنا من تعب وهم، ونستمد منه كل الطاقة الإيجابية والأمل في استئناف حياتنا مرة أخري”.
الأحاديث الصحيحة التي وردت في سورة الكهف
عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من الدجال وفي رواية ـ من آخر سورة الكهف ـ ) [ رواه مسلم ].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من " فتنة " الدَّجال) [صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ].
وقال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورة الكهف) [ كما أنزلت ] كانت له نورا يوم القيامة، من مقامه إلى مكة، ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره، ومن توضأ فقال: سبحانك اللهم وبحمدك [أشهد أن] لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، كتب في رق، ثم جعل في طابع، فلم يكسر إلى يوم القيامة) [ صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة].
وقال عليه الصلاة والسلام: (من قرأ سورة (الكهف) ليلة الجمعة، أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق) [صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب].
وقال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورة ( الكهف ) في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين ) [ صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ].
الأحاديث الصحيحة والضعيفة في فضائل سورة الكهف
الأحاديث الضعيفة التي وردت في سورة الكهف
- ( ألا أخبركم بسورة ملأت عظمتها ما بين السماء والأرض ؟ ولقارئها من الأجر مثل ذلك، ومن قرأها غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وزيادة ثلاثة أيام ؟ قالوا: بلى قال: سورة الكهف [ ضعيف جداَ / ضعيف الجامع الصغير ]
- ( سورة الكهف تدعى في التوراة: الحائلة ؛ تحول بين قارئها وبين النار ) [ سلسلة الأحاديث الضعيفة]
- ( من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف؛ عصم من فتنة الدجال ) [ ضعيف مشكاة المصابيح ].
و