الحوار نيوز
الأحد 8 سبتمبر 2024 مـ 04:33 صـ 4 ربيع أول 1446 هـ
الحوار نيوز

فضل المحافظة على السنن الرواتب والحث على أدائها

صلاة السنن
صلاة السنن

قالت دار الإفتاء المصرية، إن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الإكثار من النوافل سبب لمحبة الله تعالى؛ روى الإمام البخاري في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن الله قال:.. وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه».

أضاف الإفتاء، أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رغب في المحافظة على اثنتي عشرة ركعة التي هي السنن الراتبة التابعة للصلوات المفروضة، وهي: أربع ركعات قبل صلاة الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد صلاة المغرب، وركعتان بعد صلاة العشاء، وركعتان قبل صلاة الفجر، وبين أن في المحافظة عليها أجرا عظيما؛ فقد روى الإمام الترمذي في "سننه" عن أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من صلى في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة: أربعا قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاة الفجر»، وفي رواية الإمام مسلم أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة -أو إلا بني له بيت في الجنة».

تخصيص بعض الرواتب بالتأكيد والترغيب

صلة السنن

أوضحت الإفتاء، أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد خص بعض هذه الرواتب بالتأكيد والترغيب، كنافلة الفجر؛ روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها»، وفي شرحه لهذا الحديث قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي": [قوله «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها» أي من متاع الدنيا، قاله النووي، وقال الطيبي: إن حمل الدنيا على أعراضها وزهرتها فالخير إما مجرى على زعم من يرى فيها خيرا أو يكون من باب: ﴿أي الفريقين خير مقاما﴾ [مريم: 73]، وإن حمل على الإنفاق في سبيل الله فتكون هاتان الركعتان أكثر ثوابا منها، وقال الشاه ولي الله الدهلوي في حجة الله البالغة: إنما كانتا خيرا منها؛ لأن الدنيا فانية ونعيمها لا يخلو عن كدر النصب والتعب، وثوابهما باق غير كدر].

وتابعت الإفتاء: كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحرص على أن يصلي أربعا قبل الظهر، فإذا لم يصليهن قبل الظهر صلاهن بعدها؛ روى الإمام الترمذي في "سننه" عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا لم يصل أربعا قبل الظهر صلاهن بعده"، وفي رواية ابن ماجه أنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا فاتته الأربع قبل الظهر صلاها بعد الركعتين بعد الظهر"؛ قال العلامة الشوكاني: [الحديثان يدلان على مشروعية المحافظة على السنن التي قبل الفرائض، وعلى امتداد وقتها إلى آخر وقت الفريضة؛ وذلك لأنها لو كانت أوقاتها تخرج بفعل الفرائض لكان فعلها بعدها قضاء وكانت مقدمة على فعل سنة الظهر].

وأكدت الإفتاء، أن محافظة المسلم على الرواتب القبلية للصلاة يوقظ قلبه ويهيئه للخشوع في الفريضة، ومحافظته على الرواتب البعدية للصلاة يجبر ما وقع فيها من النقص والخلل.