إعادة إعمار أوكرانيا.. المستقبل يتسلق أسوار الخراب
وفد صغير من رجال الأعمال يطوي مخاطر رحلة تحت قصف المدافع.. مشهد يبدو متناقضا مع واقع الحال في أوكرانيا.
وحاول روبرت هابيك نائب المستشار الألماني أن يبدد هذا التناقض بالحديث عن ميلاد الأمل في بلد يخوض منذ أكثر من عام معارك عنيفة ضد الجيش الروسي، وفقا ل"العين الإخبارية".
واليوم الإثنين، وصل هابيك وهو أيضا وزير الاقتصاد الألماني، إلى كييف لإجراء محادثات سياسية، ويرافقه خلال الزيارة وفد صغير من رجال الأعمال.
وتركز الزيارة بحسب وكالة الأنباء الألمانية، على إعادة الإعمار والتعاون في قطاع الطاقة.
وقال هابيك، خلال رحلته إلى كييف، إن الهدف هو "إعطاء الأمل لأوكرانيا" في إعادة بناء البلاد بعد الحرب، مضيفا أن قرارات الاستثمار قد اتخذت بالفعل، أو على وشك أن تتخذ.
وأطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا منذ فبراير/شباط من العام الماضي، ما تسبب في أضرار مباشرة للأخيرة تزيد قيمتها على 97 مليار دولار، حتى أول يونيو/حزيران، لكن إعادة الإعمار يمكن أن تتكلف 350 مليار دولار، بحسب تقرير أصدره البنك الدولي.
من يدفع "الفاتورة"؟
وبينما تركزت السجالات خلال العام الماضي على توفير أسلحة غربية لأوكرانيا، شهد المشهد الدولي مع مطلع العام الجاري تحولا جديدا مع استمرار المعارك.
وفي يناير/كانون الثاني أصبح ملف إعادة الإعمار في أوكرانيا مطروحا على موائد المباحثات الدولية.
وتضمنت أعمال مؤتمر ميونخ للأمن الذي عقد بين 17 و19 فبراير/شباط الماضي، مباحثات بشأن إذا ما كان ممكنا إجبار روسيا على تمويل إعادة إعمار أوكرانيا.
ورغم الصعوبات والمخاطر التي يتضمنها المقترح إلا أنه ولد من رحم دعوة أطلقها رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل حينما دا في مطلع العام الجاري إلى إمكانية توفير أموال إعادة الإعمار باستخدام نحو 300 مليار دولار من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة لدى الغرب.
والتقطت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، خيط المقترح وقالت في تصريحات خلال مؤتمر ميونخ "إنه لا يمكن تصور أن روسيا لن تدفع تكاليف إعادة إعمار أوكرانيا".
وهو أمر أثاره أيضا رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، حينما دعا خلال الفعالية نفسها إلى ضرورة البحث عن سبيل إلى إجبار موسكو دفع أموال إعادة الأعمار.
تجربة سول
وأواخر الشهر الماضي، أبدى مسؤولو وزارة النقل في كوريا الجنوبية استعداد سول للمشاركة بنشاط في خطة إعادة بناء أوكرانيا.
واستبق هذا التصريح مباحثات رفيعة على مدار يومين مع مسؤولين غربيين لبحث خطة إعادة الإعمار والتوريد للبنية التحتية في أوكرانيا.
وخلال المباحثات التي عقدت نهاية الشهر الماضي عرضت كوريا الجنوبية تجربتها في إعادة إعمار ما بعد الحرب في قطع النقل واللوجستيات.
تقديرات أولية
وفي تقرير صدر في سبتمبر/أيلول الماضي قال البنك الدولي إن أوكرانيا تكبدت 252 مليار دولار أخرى، تمثلت في تعطل التدفقات الاقتصادية والإنتاج.
وأشار التقرير إلى النفقات الإضافية المرتبطة بالحرب، في الوقت الذي يتوقع به أن يتسبب نزوح ثلث الأوكرانيين عن ديارهم في زيادة معدل الفقر إلى 21 بالمئة، ارتفاعا من 2 بالمئة فقط قبل الحرب.
وقدر التقرير احتياجات إعادة البناء بما يصل إلى 349 مليار دولار حتى منتصف العام الجاري، لكن من المرجح أن يرتفع هذا التقدير في ظل استمرار المعارك خلال الشهور الماضية.
وأشار التقرير إلى حاجة كييف إلى 105 مليارات دولار على المدى القصير لمواجهة الأولويات الملحة، مثل إعادة بناء آلاف المدارس المهدمة أو المدمرة وأكثر من 600 مستشفى.