أزمة الوثائق المسربة.. هل شارك ”الناتو” في حرب أوكرانيا؟
لا تزال أزمة تسريبات وثائق البنتاغون تثير أصداءً دولية واسعة على مدار الساعات الماضية، في الوقت الذي زعمت بوجود "دور فعلي" لحلف شمال الأطلسي في حرب أوكرانيا، قد يُهدد بتصاعد حدة الصراع حال تأكيده.
وتشمل الوثائق المُسربة عددًا من الملفات منها ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا وتحليلات من وكالات الاستخبارات الأميركية عن روسيا وعدة دول أخرى، في حين كشفت بعضها عن سعي "الناتو" لتدريب وتسليح القوات الأوكرانية قبل هجوم الربيع، وفقا لـ «سكاي نيوز عربية».
وأفادت تقارير غربية، أن مجموعة من الوثائق المسربة التي توضح بالتفصيل الخطط المتعلقة بالهجوم العسكري الأوكراني في الربيع والتي يتم تداولها عبر الإنترنت، تشير ضمنًا إلى وجود جنود فرنسيين في ساحة المعركة.
لم يتوقف عند هذا الحد، إذ كشفت إحدى الوثائق التي صُنفت بعلامة "سري للغاية" أن فرقة صغيرة لا تتخطى 100 فرد من العمليات الخاصة لأعضاء الناتو، فرنسا وأمريكا وبريطانيا ولاتفيا، كانت نشطة بالفعل في أوكرانيا على الأرض.
كما جرى نشر الوثائق المحتوية على رسوم بيانية وتفاصيل حول تسليمات أسلحة متوقعة وقوة الكتائب ومعلومات "شديدة الحساسية" على مواقع التواصل الاجتماعي.
رد فرنسي سريع
على الفور، نفت وزارة الدفاع الفرنسية، وجود جنود فرنسيين في أوكرانيا، حسبما زعمت الوثائق المنسوبة إلى البنتاغون وتسربت لشبكات روسية الأيام الماضية.
قال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو لصحيفة "لوموند"، إنه "لا توجد قوات فرنسية تشارك في عمليات بأوكرانيا".
أكد "ليكورنو" أن "الوثائق المذكورة لم تخرج عن الجيش الفرنسي، ومن ثم لا يعلق على تلك الوثائق التي لم يُؤكد مصدرها".
شددت السلطات الأوكرانية على أن الملفات المسربة تحتوي على "معلومات وهمية".
وفقًا لمحللين عسكريين، تم تغيير أجزاء معينة في الوثائق من أجل المبالغة في التقديرات الأمريكية لحرب أوكرانيا وتقليل عدد القتلى من القوات الروسية.
تزامن ذلك، مع تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على ضرورة ألا تصبح أوروبا تابعة للولايات المتحدة، أثناء رحلته عودته من الصين في زيارة استغرقت 3 أيام.
دعم دون تدخل فعلي
وينتشر قرابة 40 ألف جندي من الناتو في الدول الأعضاء الحلف العسكري بمنطقة الحرب، مثل دول البلطيق وبولندا، بالإضافة إلى 300 ألف جندي آخرين في حالة تأهب قصوى.
كما تجري تدريبات مكثفة للقوات الأوكرانية من قبل أعضاء الناتو خارج البلاد، لكن لم تعلن أي دولة عضو في الناتو رسمياً أنها ساهمت بأفراد عسكريين للقتال في أوكرانيا.
وقال الخبير الأمني الأوروبي في المعهد الملكي للخدمات المتخصص في أبحاث الدفاع والأمن، إدوارد أرنولد، إنه لا يوجد دليل قاطع على مشاركة قوات الناتو في أوكرانيا.
وأوضح "أرنولد" أنه لم يكن في يوم من الأيام قادة الناتو يوجهون الوحدات الأوكرانية في ساحة المعركة، لكنه لم يستبعد حدوث ذلك حيث يسعى الناتو للتخفيف من مخاطر التصعيد.
ماذا تضمنت "وثائق البنتاغون"؟
تظهر بعض الوثائق المتعلقة بأوكرانيا، والتي تحمل علامة "سري وسري للغاية" ومؤرخة في فبراير ومارس، خطط الولايات المتحدة وحلف الناتو لتدريب وتسليح القوات الأوكرانية قبل الهجوم المضاد المخطط له هذا الربيع.
نشُرت صور لا تقل عن 10 الصفحات من المستندات عالية السرية والتي يرجح أنها طبعت معا في 28 فبراير و2 مارس، على "Discord"، وهي منصة دردشة شائعة لدى لاعبي الألعاب الإلكترونية، قبل أن يجري تداولها بشكل أوسع على منصات "تويتر وتليغرام".
تتضمن إحدى الوثائق خططًا تفصيلية للمعدات التي ستسلمها الدول الغربية إلى أوكرانيا هذا الربيع، مثل عدد الدبابات والعربات المدرعة التي ترسلها كل دولة والتاريخ التقديري للوصول، كما توضح حالة البرامج التدريبية من قبل دول الناتو.
قبل ساعات، تمت نشر مجموعة أخرى من أكثر من 100 وثيقة على تويتر، والتي كشفت على ما يبدو معلومات سرية حصلت عليها وكالات التجسس الأميركية، ليس فقط حول روسيا، ولكن أيضًا حول حلفاء مثل إسرائيل وكوريا الجنوبية.
وصف أحد كبار المسؤولين الأميركيين التسريب بأنه "اختراق استخباراتي هائل".
احتوت وثائق البنتاغون المسربة على تأكيد بأن قيادة الموساد، جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي، شجعت المواطنين وموظفيه على المشاركة في الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن الوثائق المسربة تحتوي على تفاصيل حول مناقشات خاصة بين كبار المسؤولين الكوريين الجنوبيين حول الضغط الأميركي على الحليف الآسيوي للمساعدة في إمداد أوكرانيا بالأسلحة وسياسة سول القائمة على ألا تفعل ذلك.
فتحت وزارة العدل الأميركية تحقيقا لمحاولة تحديد مصدر تسريب الوثائق، كما ذكرت وزارة الدفاع "البنتاغون"، أنها تحقق في الأمر.