مقتل شخص وإصابة العشرات جراء تدافع قبل نهائي كأس الخليج في العراق
قُتل شخص الخميس، فيما أصيب "العشرات" بجروح، نتيجة تدافع بين مشجعين تجمعوا منذ الصباح الباكر أمام ملعب في البصرة في جنوب العراق، لحضور المباراة النهائية لكأس الخليج التي جمعت بين العراق وعُمان، كما أفاد مصدران طبي وأمني.
وبعد ساعات من الإرباك، عاد الهدوء إلى محيط الملعب، وفق وزارة الداخلية، وجرت المباراة بين العراق وعمان كما كان مقرراً، لتنتهي بفوز العراق 3 -2 بكأس الخليج لكرة القدم.
وعقب فوز العراق، انطلقت الاحتفالات في العاصمة بغداد، حيث أمكن سماع أصوات أبواق السيارات والمفرقعات، فيما تجمهر عدد كبير من العراقيين في ساحة التحرير في وسط العاصمة للاحتفال، كما شاهد صحافيون في فرانس برس.
في البصرة، تجمّع المحتفلون على كورنيش نهر شطّ العرب حيث يلتقي نهرا دجلة والفرات، فرحاً بفوز بلدهم في البطولة، من بينهم أحمد عساف الذي جاء من الأنبار في غرب العراق لمشاهدة المباراة. وقال لفرانس برس "منذ زمن طويل لم يشهد العراق فرحة مماثلة".
وقبل ساعات من بدء المباراة، أدّى حادث تدافع إلى "مقتل شخص وإصابة العشرات بجروح طفيفة"، وفق مصدر طبي، بعدما تجمّع آلاف المشجعين الذين لا يحملون بطاقات في محاولة منهم للدخول إلى الملعب.
وأكّد مصدر في وزارة الداخلية هذه الحصيلة. وقال المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته إن "سبب التدافع قدوم أعداد كبيرة من المشجعين خصوصا الأشخاص الذين لا يملكون بطاقة".
وأضاف أن المشجعين "تجمهروا منذ الصباح وحاولوا الدخول"، ما أدى إلى الاكتظاظ أمام أبواب الملعب الذي يتسع لـ65 ألف شخص وأنشئ في العام 2013، وحصول تدافع.
وأفاد مصور في وكالة فرانس برس موجود داخل الملعب عن سماع أصوات سيارات إسعاف جاءت لتقلّ جرحى هذا الحادث، مضيفاً أن بوابات الدخول إلى الملعب كانت مغلقة عند وقوع التدافع.
وأظهرت مشاهد التقطها مصوّرو وكالة فرانس برس تجمّع الآلاف من الأشخاص في محيط الملعب منذ ساعات الصباح الأولى.
وعاد الهدوء بعد الظهر إلى محيط الملعب بعدما انسحب المشجعون تدريجياً من المكان، كما أعلن لفرانس برس المتحدث باسم وزارة الداخلية سعد معن. وفي غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية العراقي عن "إغلاق بوابات الملعب" بعد امتلائه بالمشاهدين.
- مشاكل تنظيمية -
وفي أعقاب الحادث، توجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى البصرة، وفق بيان صادر عن مكتبه.
وذكر البيان أن السوداني عقد "اجتماعاً عاجلاً مع عدد من الوزراء ومحافظ البصرة للوقوف على التحضيرات الخاصة بنهائي خليجي 25".
وفي رسالة، دعا السوادني أهالي البصرة إلى "تقديم العون والمؤازرة لكل إخوتكم في الجهات المعنية لإظهار نهائي بطولة خليجي 25 بأجمل وجه".
في الأثناء، دعت قيادة الجيش العراقي العراقيين في بيان إلى "الالتزام بالتعليمات والتوجيهات الخاصة بنهائي بطولة الخليج في نسختها الخامسة والعشرين"، وذلك "من أجل اتمام هذا العرس الكروي بشكل حضاري يليق بتاريخ العراق".
وتكتسي هذه المباراة أهمية كبيرة عند العراقيين، اذ منح العراق بفوزه فيها لقبه الرابع في هذه البطولة والأول منذ 35 عاماً، كما أنها المرة الأولى يستضيف العراق كأس الخليج منذ أكثر من 40 عاماً، مرّ خلالها بالعديد من الحروب والنزاعات.
وضمّت البطولة ثماني دول، هي العراق والكويت وعمان والسعودية والبحرين وقطر واليمن والإمارات، تنافسوا على اللقب على مدى أسبوعين.
وظهرت مشاكل في التنظيم منذ افتتاح البطولة اذ لم يتمكن صحافيون وآلاف المشجعين من حاملي البطاقات، من الدخول إلى الملعب، بدون أسباب واضحة.
كذلك، شهد الافتتاح مغادرة وفد الكويت، ما دفع العراق للاعتذار بسبب بعض المشاكل التنظيمية.
وأعرب حينها الاتحاد العراقي لكرة القدم عن "أسفه الشديد لمشاهد التدافع الجماهيريّ التي حدثت أمام الملعبِ وداخل المقصورةِ الرئيسية"، مؤكداً أن "الاتحاد العراقي وكذلك القائمين على تنظيمِ البطولة، سيضعان في الاعتبار ضرورةَ تلافي ما حدثَ لضمان ظهور العمليةِ التنظيميّةِ في أفضل صورةٍ ابتداءً من مبارياتِ اليوم الثاني للبطولة".
ومنذ أسبوعين، بدأت البصرة باستقبال آلاف من المشجعين العرب الذين توافدوا إلى هذه المدينة الواقعة في أقصى جنوب العراق، وتعدّ مركز أغنى محافظة عراقية بالنفط، لكنها تعاني ترديا في بنيتها التحتية.
ويشهد العراق أحياناً حوادث تدافع مماثلة، كان آخرها حادث التدافع الذي حصل في كربلاء أثناء ذكرى عاشوراء في العام 2019، والتي يشارك فيها ملايين المسلمين الشيعة من العراق ومن دول مجاورة، وقتل فيه 31 شخصاً.
كذلك، تعدّ المأساة التي وقعت في أغسطس 2005، لدى تدافع زوار كانوا يقطعون جسر الأئمة لأداء مراسم زيارة دينية في بغداد، بعد انتشار شائعة عن تسلل انتحاري بينهم من الحوادث الأكثر مأسوية في تاريخ العراق، إذ قتل خلالها ما لا يقل عن ألف شخص وإصيب عشرات بجروح.