استطلاع رأي: توقعات بمزيد من الرفع لأسعار الفائدة المصرفية في الولايات المتحدة خلال النصف الثاني من 2023
انتهى استطلاع للرأي أجرته صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية على خبراء و محليين ماليين واقتصاديين في الولايات المتحدة إلى توقعهم بإقدام بنك الاحتياطي الأمريكي على إجراء رفع جديد في أسعار الفائدة المصرفية خلال النصف الثاني من العام الجاري وذلك لمحاولة لجم التضخم الحاصل في الأسواق الأمريكية وموجات الغلاء المتصاعد فيها.
وقالت الفاينانشيال تايمز - في تقريرها - إن الخبراء المستطلعة آراؤهم يقدرون أن يكون الارتفاعات القادمة في الفائدة الأمريكية بمعدل ربع نقطة مئوية، ومن المقرر لأن يعقد بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المسئول عن إدارة سياسات الفائدة الأمريكية اجتماعه يوم الثلاثاء القادم وسط توقعات للمراقبين بمضيه قدما على طريق زيادة الفائدة وأن كان ذلك " بوتيره أقل عن السابق " بحسب تقديرات المستطلعة آراؤهم.
واستنتج الاستطلاع - الذي أجرته الفاينانشيال تايمز بالتعاون مع مؤسسة كينت و كلارك لخدمات الأسواق الدولية وكلية العلوم الاقتصادية في جامعة شيكاغو في الفترة من الخامس و حتى 7 من شهر يونيو الجاري - أن سعر الفائدة المصرفية في الولايات المتحدة قد يصل بنهاية العام الجاري إلى 5ر5 في المائة على الأقل، فيما أبدى مديري صناديق الاستثمارات الأمريكية المستطلعة آراؤهم ثقة في أن أول رفع قادم سيتم في يوليو القادم و بمقدار ربع نقطة مئوية.
ويقول مراقبون أن بنك الاحتياطي الأمريكي قد يبقى الباب مواربا لمزيد من الرفع في أسعار الفائدة - إذا استدعت اعتبارات مكافحة التضخم ذلك - ويقول بعضهم إن الرفع القادم للفائدة في الولايات المتحدة أياما كان توقيته فسوف يكون الرفع الـ11 بعد عشر زيادات في الفائدة المصرفية تمت تفي الولايات المتحدة منذ مارس من العام 2022..
وتتراوح متوسطات الفائدة على صناديق الاستثمار الأمريكية في الولايات المتحدة حاليا ما بين 5 % إلى 25ر5 % وهو معدل الفائدة الأعلى بالنسبة لها منذ منتصف العام 2007.
وأبدى 42 من الاقتصاديين و خبراء المال و مدراء صناديق الاستثمارات المستطلع رأيهم تقديرات متفاوته بشأن مستقبل مستويات الفائدة في القطاع المصرفي الأمريكي حيث أبدت نسبة 67 في المائة منهم أنها ستتراوح بين 5ر5 إلى 6 في المائة بنهاية العام الجاري، وكانت نسبة من يتوقعون تلك الزيادة لا تتعدى 49 في المائة في استطلاع سابق جرى في مارس الماضي بعد انهيار أحد المصارف الأمريكية الكبرى.
وحول توقيعات الخبراء المتوقعة للإعلان عن زيادة الفائدة القادمة في الولايات المتحدة قال 66% المستطلعة آراؤهم أن ذلك سيتم قبل انتهاء الربع الثالث من العام الجاري، فيما قالت نسبة 33 % منهم أن الرفع سيتم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الجاري، إلا أن نسبة 100% من المستطلعة آراؤهم اجمعت على أن ما تبقى من العام 2023 لن يشهد خفضا في أسعار الفائدة، وكذلك لن يحدث أي خفض فيها خلال الربع الأول من العام 2024 أو ربما بعده .
وكانت معدلات التضخم في الأسواق الأمريكية قد تحركت صعودا في أبريل الماضى بنسبة 2ر في المائة مقارنة بشهر مارس 2023 مسجلة 7ر4 في المائة فيما يتوقع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هبوط التضخم إلى نسبة 4 في المائة بنهاية العام الجاري وهي النسبة التي تظل برغم التراجع المتوقع أعلى من النسبة التى يستهدف الفيدرالي الأمريكي هبوط التضخم إليها وهي 2 في المائة، إلا أن نسبة 40 في المائة ممن شملهم استطلاع الفاينانشيال تايمز اعتبروا أن ذلك أملا بعيد المنال وأن التضخم في أحسن أحواله قد يتراجع إلى 3 فى المائة ( وفق مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي للولايات المتحدة ) بنهاية العام 2024.
كما توقع 70 في المائة ممن شملهم الاستطلاع أن تظل معدلات البطالة بين الأمريكيين عالية حتى نهاية الربع الثالث من العام 2024 بفعل الكساد الاقتصادي وهي النسبة التي تبلغ حاليا 6 %.