أردوغان يفتح صفحة جديدة مع اليونان لتطوير العلاقات بين البلدين
وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، إلى العاصمة اليونانية أثينا، في إطار زيارة رسمية تلبية لدعوة رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، اعتبرها محللون ضمن سياسة تصفير الأزمات التي بدأتها أنقرة قبل نحو عامين.
واستقبل وزير الخارجية اليوناني يورغوس يرابتريتيس الرئيس التركي في مطار أثينا الدولي.
وفي تصريحات له عقب صوله، قال الرئيس التركي إنه يأمل في فتح "صفحة جديدة" في العلاقات مع اليونان.
وقال الرئيس التركي لنظيرته كاترينا ساكيلاروبولو "أعتقد أن اجتماع التعاون الاستراتيجي بين تركيا واليونان سيقود الى عهد جديد" في العلاقات بين البلدين، مضيفا "علينا أن نكون متفائلين، وهذا التفاؤل سيكون مثمرا في المستقبل".
والأربعاء، ذكر بيان دائرة الاتصال في الرئاسة التركية أن أردوغان وميتسوتاكيس سيترأسان الاجتماع الخامس لمجلس التعاون التركي اليوناني رفيع المستوى.
وأضاف البيان أن الاجتماع سيناقش العلاقات التركية اليونانية على كافة الأصعدة، وسبل تطوير العلاقات بين البلدين الجارين.
وعلى مدار السنوات الماضية توترت العلاقات بين اليونان وتركيا بشأن عدة ملفات، بينها عبور المهاجرين الحدود إلى داخل اليونان، وكذلك التنقيب التركي شرق المتوسط.
وتحسنت العلاقات قليلا عندما أرسلت اليونان مساعدات لتركيا بعد زلزال مدمر ضربها في فبراير/شباط الماضي.
العلاقات بين تركيا واليونان
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده "لم تنظر قط إلى جارتها اليونان على أنها عدو أو خصم، وإنه لا توجد مشكلات غير قابلة للحل مع جيرانها".
وأشار أردوغان، في مقابلة مع صحيفة كاثيميريني اليونانية، إلى العديد من القضايا العالقة بين تركيا واليونان، مؤكدا أن البلدين يدركان ذلك، ولكن السماح أو عدم السماح لهذه المشكلات بإثارة التوتر بين الحكومتين والشعبين هو بيد البلدين أيضا.
وأوضح أنه تحدث في هذا السياق مؤخرا عن "فتح صفحة جديدة" ومبدأ "رابح-رابح" في العلاقات بين تركيا واليونان.
وشدّد على أن مبدأ "رابح-رابح" هو أصلًا يكمن في جوهر النهج الذي تتبعه تركيا في العلاقات الدولية والدبلوماسية.
وأكد أردوغان أن معالجة الخلافات من خلال الحوار والالتقاء في أرضية مشتركة ستعود بالفائدة على الجميع.
ولفت إلى أن تركيا واليونان اكتسبتا مؤخرا زخما جيدا بشأن تشكيل علاقاتهما في إطار هذا النهج.
وأضاف: "قنوات الحوار بيننا مفتوحة ونعمل على جميع المستويات، وحركة زياراتنا المتبادلة مكثفة كذلك، ونمتلك الرغبة في تطوير تعاوننا في العديد من المجالات المهمة لبلدينا ومنطقتنا على أساس الثقة المتبادلة".
وتابع: "أما الآن، فإنه تقع على عاتق كلا الطرفين مسؤولية تعزيز هذا النهج وإضفاء الطابع المؤسسي عليه والارتقاء به أكثر".
وأعرب عن اعتقاده في أن "(رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس) ميتسوتاكيس أيضا لديه الإرادة نفسها".
وذكر أردوغان أن هذه النية المشتركة ستسجل بكل وضوح بفضل الإعلان المتعلق بالعلاقات الودية وحسن الجوار والمزمع توقيعه في أثينا اليوم.
وأكد أن تركيا لم تنظر قط إلى جارتها اليونان على أنها عدو أو خصم "فنحن أيضًا، مثل كل البلدان، نحتاج إلى أصدقاء وليس إلى أعداء".
وأكمل أن الجمهورية التركية التي أنشئت على أسس التسامح واحتضان الثقافات الأخرى، تواصل إلى اليوم العمل بنظام يحمي المؤسسات الوقفية وحقوقها وينقلها إلى المستقبل، لافتا إلى أن الوقف المالك لمسجد آيا صوفيا ما زال قائما لليوم.