الحوار نيوز
الأحد 8 سبتمبر 2024 مـ 04:45 صـ 4 ربيع أول 1446 هـ
الحوار نيوز

الدكتور هاني أبو العلا وكيل كلية الآداب جامعة الفيوم يكتب:

تزوير في ألقاب رسمية- فخري يتبرأ من المسئولية

 الدكتور هاني أبو العلا وكيل كلية الآداب جامعة الفيوم؛
الدكتور هاني أبو العلا وكيل كلية الآداب جامعة الفيوم؛

تفشت الأزمة الأخلاقية حتى أصبحت تطول كل شئ، فلم تسلم الألقاب الرسمية من أذرع المتلقين.

ومع هذا المجتمع المصري عريق الحضارات، قوي البنية، شديد البنيان، ومع تفشي وسائل الإعلام غير المسئولة انتشر في الآونة الآخيرة كلمة "الدكتوراة الفخرية" تلك الشهادة التي تمنحها أعرق الجامعات العالمية للمؤثرين من العلماء والزعماء كشهادات فريدة من نوعها، تقديرا لجهود ملموسة لا ينكرها إلا جاحد.

و تتضمن الشروط المنضبطة لمنح تلك الشهادة أن يتمتع المرشح للدكتوراه الفخرية بصفات استثنائية في المجالات العلمية أو الإنسانية أو الوطنية، فقد يكون شخصية مشهورة مشهوداً لها بالعطاء الانساني، أو يكون ذو إنجازات رفيعة ذات طابع شامل، أو يكون بطل نضالي، كما أن المسئول عن تلك الدكتوراة تكون جامعة عريقة وذات تراث علمي وفكري.

فليس من المعقول أن تمنح شركة أو أكاديمية دكتوراة فخرية وهي ليست من الجهات المعترف بها في منح الماچستير والدكتوراة من الأساس.

ودعونا نقترب قليلا من أسباب هذا السطو! فبعدما حقق البعض نجاحات مالية وثراء من أنشطة بعضها مشروع، وفي هدئة من الحضور الكامل للرقابة، فقد أغواه هذا النجاح المالي المزعوم وطمّعه أن بإمكانه السطو على المعبد والاستيلاء على عباءات الرهبان، وحينما عجز الكثير عن ذلك، كان الحل في وجهة نظرهم هو اللجوء إلى تلك الهياكل الوهمية التي طبعتها ظلال الجامعات فظهرت كخيالات تشبه الجامعات الأصلية.

ومع تلك المعاناة التي ارتضاها الأكادميون في البحث العلمي المضني لسنوات من البحث والتقصي، تلك التي تكلفهم أعمارهم التي يفصح عنها الشيب في جباههم ، فقد تدرجنا بين أن تجد البعض يبيت ليصبح الدكتور فلان أو الدكتور علان بعد أن تقدم لإحدى الجهات ودفع المبلغ المطلوب، ثم ذهب ليردتدي عباءة الرُهاب ويلتقط بعض الصور الفوتوغرافية، ليعود ويضع لافتة بإسمه تسبقها كلمة الدكتور.

وكان الفهم الخاطئ لدى البعض للآية الكريمة (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) سببا في أن يذهب لبعض الهيئات أو المكاتب المزعومة ليرتدي عباءة أخرى، بلون آخر، وبعدسة تصوير أخري، ليعود ويعلق نفس اللافتة (الدكتور) بعد أن تم منحه تلك الخلعة المسطو عليها (الدكتوراة الفخرية) تلك التي منحها من لا يملك لمن لا يستحق.

ولأن الأزمة الأخلاقية ذاتها هي من يسطو أصحابها على بعض الأسماء التجارية لمحال شهيرة بتغيير بسيط قد يكون بإضافة حرف أو حذف آخر للهروب من العقاب القضائي، فلربما لو طالت يد القضاء أحد الحاصلين على تلك "الدكتوراة الفخرية" المستعارة أو الجهات المانحة لها، وجدنا جهابزة المحاماة يدفعون بأن صاحب المؤسسة المزعومة اسمه فخري ابن فخري ابن فخري المتزوج من فخرية بنت فخري، ليت كل من حمل اسم فخري يتبرأ من تلك الجريمة.

حفظ الله العلم والعلماء، وحفظ تراب جامعتنا ومصرنا المحروسة.