ريهام المهدي تكتب: هل سينجح مدبولي فيما فشل فيه مدبولي؟
مابين تساؤل وانتقادات.. هذا هو ما نراه في حال الشارع المصري الآن بعد أن غلبت عليه حالة واضحة من خيبة الأمل واليأس، زادت حدتها عقب الإعلان عن تكليف الدكتور مصطفي مدبولي بإعادة حكومه جديدة .
فترى هل سينجح مدبولي فيما فشل فيه سابقآ؟
وللإجابة على هذا التساؤل لا بد أن نرجع لنتساءل هل أخطأ مدبولي من الأساس وترى فيما أخطأ؟
بداية لا أحد ينكر أن حكومة مدبولي الفترة الأخيرة فشلت في حل المشكلات اليومية للمواطن المصري وزادت حدة هذا الفشل بعد نقص الدولار في الأسواق حيث شهد البنك المركزي نقصآ واضحآ في احتياطي النقد الأجنبي مما دعا بعض القوى السياسية والمدنية انتقاد قرار بقاء مدبولي في منصبه الذي يشغله منذ نحو 6 سنوات رغم ما تشهده البلاد من أزمة اقتصادية خانقة إضافة إلى حديث عن رفع مرتقب لأسعار الكهرباء والأدوية والوقود وسلع أخرى كان السبب في ذلك حكومته الأخيرة بشكل أساسي لا رجعةً فيه.
فما سبب الإبقاء عليه؟
رغم بعض التحفظ الشعبي عليه، كان لزاما علينا أن نتأني ونتريث بالتفكير لنبحث خلف السطور عن أسباب هذا الإصرار لنجد أن السبب في ذلك يرجع إلى أن مدبولي لم يخطئ من الأساس فبالنظر إلى الدكتور مصطفي مدبولي نجده مهندسا معماريا قام بدور مشهود في مجال التعمير والبنية التحتية، لكنه ليس رجلا من رجال الاقتصاد، ولكن ما نعانية حاليا هو أن أزمتنا اقتصادية لم يتسبب فيها شخص رئيس الحكومة بمفرده سواء كان بشخصه أو بصفته.
وهذا ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي في بيان إعادة تكليف مدبولي من ضرورة الانتباه أثناء تشكيل الحكومة الجديدة بالأخذ من ذوي الكفاءات والخبرات والقدرات المتميزة التي تعمل على تحقيق عدد من الأهداف. وبالتالي فالإجابة هي نعم مدبولي هو الأنسب بالاختيار والصحيح وأنه الأكفأ والأنسب في الاختيار نظرآ لأنه المهم في هذه الفترة هو أن تتغير السياسات وليس الأشخاص فحتى فرضًا وإن تم تعيين شخص آخر أفضل ولم يختلف عليه رأي أو قوى سنجد أننا بالنهاية سنحصل على نفس النتيجة إن لم تكن أسوأ والسبب في ذلك يرجع إلي فشل حكومة مدبولي السابقة وأؤكد ليس مدبولي بشخصه بل يرجع إلى أن بعض الوزراء أخفقوا حتى وإن لم يكن هذا الإخفاق بشكلٍ كبير ولكن واقعيآ بالفعل هناك أشياء كثيرة لم تعالج بشكل حاسم وأثناء كل هذا نتفاجأ بقرار زيادة سعر الخبز الذي يعد قرارآ صحيحا 100 في المئة ولكن فنيا نظرآ وأنه لا يعالج مكمن المشكلة، فالدولة تنفق نحو 125 مليار جنيه على دعم الغذاء، وحوالي 70 مليارا على دعم الطاقة في حين أنها تتحمل دفع ثلاث أضعاف ذلك في فوائد الديون.
فيما يعني أن مدبولي بدأ يتجه الي إعادة التوازن من خلال هيكلة أوجه الدعم دون أن يغفل تخفيف الديون الداخلية المتراكمة، وتكلفة بعض السلع التي توفرها الحكومة لنخلص إلي إجابة واحدة وهي نعم يادكتور مدبولي أنت القرار الصحيح وحقيقي أنت الأنسب وكان الرئيس صائبا في اختياره وإعادة تكليفك بتشكيل حكومة جديدة ولكن لتفوز بالتحدي فعليك الحرص ثم الحرص في اختيار رجال الاقتصاد فأنت غدوت الآن تعلم أن أزمتنا هي أزمة أقتصادية بالآساس وليست شخصية.
وبالتالي للنجاح في هذا التحدي الصعب عليك أن توجه حكومتك الجديدة أن تعتمد بحث وتوقيع لسبل تطوير الإنتاج الصناعي والزراعي وكافة أوجه التصدير أيضآ بحث سبل تذليل العقبات الروتينية الكثيرة لتوفير أجواء جاذبة للمستثمرين، وعليك أيضآ النظر بإمعان في إمكانية تقليص عدد الوزارات علي غرار ما يحدث في كبري دول العالم.
وأخيرآ نتمني منك وأنت في طريقك لتحقيق هذا الهدف ضرورة الاستعانة بعقول ودماء شابة داخل وزارات الحكومة الجديدة سواء كانوا من الجنسين شباب أو امرأة لكن على أن تكون الكفاءة هي المعيار وأساس الاختيار بالنهاية على حكومتك المنتظرة يادكتور مدبولي أن تؤكد بقراراتها الفعلية أن المواطن المصري هو الأصل وهو الهدف المرجو تحقيقه وهو أيضآ الحقيقة التي تسعى اليها الجمهورية الجديدة والتي نرى فيها النجاح أو الفشل فإذا لم تعكف الحكومة الجديدة على تحقيق صالح هذا المواطن فلا خير فيها ولا خير منها منتظر .