الحوار نيوز
الأحد 8 سبتمبر 2024 مـ 04:54 صـ 4 ربيع أول 1446 هـ
الحوار نيوز

مآلات الأزمة الراهنة في النيجر

النيجر
النيجر

الانقلاب الذي شهدته النيجر يُعد مثالًا واضحًا على عدم الاستقرار السياسي والأمني الذي تشهده القارة الإفريقية في الوقت الراهن.

أظهر الانقلاب العسكري في النيجر تنامي نفوذ روسيا في القارة الإفريقية، وهو الأمر الذي تجلَّى في نشر قوات تابعة لمجموعة فاجنر" لتعزيز النفوذ العسكري الروسي في القارة.

تمُر النيجر بحالة من عدم الاستقرار السياسي، وتسعى إلى إعادة تشكيل علاقاتها مع مختلف دول العالم، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.


تحدث الكاتب (Rajen Harshé) عن تداعيات الانقلاب العسكري الذي حدث في النيجر، في 26 يوليو 2023، وأطاح بالرئيس المنتخب ديمقراطيًا "محمد بازوم"، وأشار في مقاله المنشور في مجلة (أوراسيا ريفيو) إلى أن هذا الانقلاب مثالًا واضحًا على عدم الاستقرار السياسي والأمني الذي تشهده القارة الإفريقية في الوقت الراهن.

وجاء انقلاب النيجر ليدفع "المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا" (إيكواس) إلى البحث عن خيارات لحل الأزمة الراهنة، والتي يتمثل أبرزها في التدخل العسكري المباشر لاستعادة النظام المعزول بقيادة "بازوم"، أو فرض عقوبات اقتصادية على المجلس العسكري الحالي في النيجر، وصولًا إلى إعمال الطُرق الدبلوماسية من خلال تشجيع الأطراف المتنازعة على الانخراط في مفاوضات مباشرة بهدف إنهاء الأزمة في أسرع وقت ممكن.

وأشار الكاتب إلى التحذيرات التي صدرت من جانب كل من دولتي بوركينا فاسو ومالي- وهما أعضاء في منظمة "إيكواس"- بشأن خطورة أن يؤدي أي تدخُل عسكري محتمل من جانب دول المجموعة إلى اندلاع حرب طويلة الأمد، قال إنها قد يكون لها عواقب وخيمة ليس على النيجر فحسب، بل على القارة الإفريقية ككل.

ويرى كاتب المقال أن الوضع السياسي الراهن في النيجر أصبح معقد إلى حد كبير، وذلك بالنظر إلى التغيُر الملحوظ الذي طرأ على البنية الأمنية الخاصة بالقارة الإفريقية، وهو الأمر الذي تجلَّى في دعم أعداد كبيرة من مواطني النيجر للانقلاب العسكري؛ معتبرين أنه يعد بمثابة انتصار للدولة التي تسعى إلى الاستقلال بشكل كامل عن فرنسا.

كما أن الانقلاب أظهر بشكل واضح تنامي النفوذ الروسي في القارة الإفريقية، وذلك بالنظر إلى أن المواطنين في النيجر يرون موسكو "الضامن الرئيس لأمنهم واستقرارهم". كما أن روسيا اتخذت العديد من الخطوات بهدف تعزيز نفوذها في القارة الإفريقية، وعلى رأسها نشرها قوات تابعة لمجموعة "فاجنر" في مختلف دول القارة.

وختامًا، أكَّد المقال أن النيجر تمُر في الوقت الحالي بحالة من عدم الاستقرار السياسي؛ حيث تسعى لإعادة تشكيل علاقاتها مع مختلف دول العالم، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، التي تتعامل معهما بحذر كبير في الوقت الراهن.